[رواية عمار في علي (ع) وكلامه في راية معاوية]
  ثم قال: قاتلوا هذه الراية - يعني راية معاوية - فوالله لقد قاتلتها مع رسول الله ÷ ثلاث عشرة مرة بهذه المرة، والله ما هي في هذه المرة بأبرئها من الشرك، ثم نظر إلى راية علي # ثم قال: قاتلوا مع هذه الراية، فوالله لقد قاتلت معها اثنتي عشرة مرة والله ما هي في هذه المرة بأقلهنّ براً.
  فهذا كلام عمار الذي يدور مع الحق أينما دار، بشهادة الرواة للأخبار، عن النبي المختار - صلى الله عليه وآله الأئمة الأخيار - والحق أحق أن يتبع.
  وهل في المعلوم أن معاوية صدق على علي في سبه ورميه بما تبرأ منه من قتل عثمان؛ فإن قال: صدق، انسلخ من الدين وافتضح عند المسلمين، وإن قال: كذب، فقد توعّده رسول الله ÷ بالويل، وهو واد في النار - نعوذ بالله منها - فأي الأمرين اختاره المخالف فقد اختار غير المختار، إما تصديق معاوية أو تكذيب عمار، تجرع غصص الحزن على إمامه معاوية.
  يرون الموت قدّاماً وخلفاً ... فيحتارون والموت اضطرار
  وقد قضى عمار ¥ على الراية بالشرك، والمراد صاحبها، فكيف قال مصنف الخارقة: إن علياً وأصحابه لم يُكَفّروا معاوية؟! وهل ذلك إلا جهل بالحال كيف كان، ومعاداة أهل المعرفة بردّ الحق عليهم، وكان أمير المؤمنين # إذا قتل قتيلاً من أصحاب معاوية قال: اللهم إنه عدوّك قاتل ليدحض دينك، ويبطل ما جاء به نبيك، فأصل وجهه النار.
  لأن الفقيه حكى أن علياً # كان يصلي عليهم، وجهل المعنى أن القوم إن
= (٧٠٧٦) (من كلام علي (ع))، والحاكم في المستدرك (٣/ ٤٣٧) رقم (٥٦٦٢) وصححه، وأبو يعلى في مسنده (١/ ٣٨١) رقم (٤٩٢)، والطبراني في الصغير (١/ ١٥٤) رقم (٢٣٨)، والطيالسي في مسنده (ص ١٨) رقم (١١٧)، وأحمد في الفضائل - أيضاً - (٢/ ٨٦٠) رقم (١٦٠٥)] وروى سلمة بن كهيل عن مجاهد أن النبي ÷ قال: «مالهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار» وروى الناس كافة أن رسول الله ÷ قال له: «تقتلك الفئة الباغية» تمت شرح نهج.