[كتاب قيس بن سعد إلى معاوية]
  وثن(١)، دخلت في الإسلام كرهاً وخرجت منه طوعاً، لم يتقدم إيمانك، ولم يحدث نفاقك، ونحن أنصار الدين الذي خرجتَ منه، وأعداء الدين الذين دخلت فيه.
  فما هو الدين الذي عاداه لأجل دخوله فيه المؤمنون؟
(١) قال ¦ في التعليق: دخل قيس بن سعد في رهط من الأنصار على معاوية فقال: يامعشر الأنصار بم تطلبون ماقبلي فوالله لقد كنتم قليلاً معي كثيراً عليّ، وأفللتم حدي يوم صفين حتى رأيت المنايا بيضاً في أسنتكم، وهجوتموني حتى إذا أقام الله ماحاولتم ميله قلتم: ارع فينا وصية رسول الله ÷ هيهات يأتي الحقير الغدرة.
فقال قيس: نطلب ماقبلك بالإسلام الكافي به الله ماسواه لاماتمت به إليك الأحزاب، فأما عداوتنا لك فلو شئت كففتها عنك، وأما الهجاء فقول يزول باطله، ويثبت حقه، وأما استقامة الأمر عليك فعلى كره منا.
وأما فَلُّنَا حدَّك، فإنا كنا مع رجل نرى طاعته طاعة الله.
وأما وصية رسول الله ÷ بنا فمن آمن به رعاها، وأما قولك يأتي الحقير الغدرة، فليس دون الله يد تحجزك فشأنك.
فقال معاوية: سوءاة إرفعوا حوائجكم.
رواه الذهبي من رواية المدايني عن أبي عبد الرحمن العجلاني عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان، وذكره المسعودي في كتابه مروج الذهب، رواه مرسلاً فلله در العارفين بمواقع الإيراد، والإصدار، ولا غرو فقد قال ÷: «وانصر من نصره».
وقال معاوية لقيس: رحم الله أبا الحسن فلقد كان هشاً بشاً ذا فكاهة.
قال قيس بن سعد: نعم كان رسول الله ÷ يمزح ويبسم إلى أصحابه وأراك تسر حَسْواً [قوله: (تُسِرُّ حَسْواً في ارتغاء) الإرتغاء: شرب الرغوة قال أبو زيد، والأصمعي: أصله الرجل يؤتى باللبن فيظهر أنه يريد الرغوة خاصة، ولايريد غيرها فيشربها، وهو في ذلك ينال من اللبن، انتهى كتبه المفتقر إلى الله مجدالدين بن محمد المؤيدي غفر الله لهم. كذا في هامش الأصل بخطّ يده الشريفة] في ارتغاءٍ رفعةً. وتعيبه بذلك، أما والله لقد كان مع تلك الفكاهة والطلاقة أهيب من ذي لبدتين [أي من الأسد، وقد اشتد به الجوع] قد مسه الطوى، تلك هيبة التقوى ليس كما يهابك طغام أهل الشام، رواه ابن أبي الحديد |.
وكتاب معاوية وجواب علي # اللذين في الأصل رواهما نصر بن مزاحم عن عمر بن سعد عن أبي ورقا، قاله ابن أبي الحديد.