كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كتاب معاوية إلى أمير المؤمنين (ع) في أمر الخلفاء وجوابه عليه]

صفحة 456 - الجزء 1

  فهذا علي # مهما جهلت أيها الفقيه فلن يُجْهل إيواءُ علي لقتلة عثمان الشهيد ذي النورين، بل كانوا خاصته وبطانته، ووجوه أجناده، وأثنى عليهم في رسائله كما تعلم إن كنت ممن يعلم؛ أنه كتب إلى محمد بن أبي بكر لما كتب إليه يعلمه بإقبال أهل الشام: ارمهم بالصابر المحتسب كنانة بن بشر، فاسأل أهل المعرفة قِبَلَكَ عن كنانة بن بشر وما قصته وخبره في أمر عثمان، إنك جريت على مخلوع الرسن، ويل أمه كيلاً بغير ثمن⁣(⁣١)، ومحمد بن أبي بكر كان يتخذه ولداً، وأمره في عثمان ما علمه الناس جميعاً إن جهلته؛ لأن من فضائلك في المعرفة أنك تجهل ما علمه الناس، وتعلم ما جهلوا، فآذانا الفقيه أذية شديدة، قال: لأنه فهم من فحوى كلامنا أنا نبغض المشائخ، ومعاذ الله أن نبغض أحداً منهم، ولكنا قلنا علي # الإمام دونهم، فلو كان ذلك بغضاً لأبغضنا عمنا العباس وعقيل⁣(⁣٢) وعبدالله بن عباس، والحسن والحسين في حياة علي # وأبا ذر وعماراً ومقداداً، فليس من لم نثبت له درجة الإمامة أبغضناه؛ فتثبت أيها الرجل وإلا فأت البيت من بابه، وارق النخلة من أصلها، وصرّح ببغضة علي وأهله، لتريح وتستريح، كما قيل فيمن حاله مثل حالك لما قام يحيى بن عمر # وقُتل شهيداً أنشأ كتاباً يسب فيه يحيى # فقال بعض شعراء أهل البيت $:

  أظهر الملعون في آ ... ل رسول الله حقده

  وغدا بشتم يحيى ... في كتاب قد أعدّه

  وهو لا يقصد يحيى ... إنما يقصد جَدَّه

  قل له يبلغ في آ ... ل رسول الله جهده


(١) سبق تفسيرها في صفحة ...

(٢) لعله على لغة ربيعة.