كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كتاب معاوية إلى أمير المؤمنين (ع) في أمر الخلفاء وجوابه عليه]

صفحة 455 - الجزء 1

  فكان ذلك كما قال # بغير زيادة ولا نقصان، فلو لم يتقلد الأمر أبو بكر ما تأهل له عمر، ولو لم يتقلده عمر ما طمع فيه عثمان، ولولا تقلده عثمان لم يطمع فيه معاوية ومن تبعه من جبابرة بني أمية، ولولا أخذه جبابرة بني أمية ما تقلده بنو العباس؛ فانظر إلى كلامه # فالأمر فيه عجيب، وقد خاب من ليس له من رحمة الله نصيب.

  وهذا كلام علي # في عثمان أنه لا يستجيز تسليم قاتليه إلى أحد من الناس، وكان أمره فيه # كما قال: والله ما أمرتُ ولا نهيتُ، ولا كرهتُ ولا رضيتُ، ولا سرني ولا ساءني، وفي هذه الألفاظ العلمية العصمية لأهل العلم مجال وسيع، وشرح بليغ، لا يحتمله المكان.

  هذا، وقال كعب بن جعيل التغلبي شاعر أهل الشام شعراً في معنى ذلك:

  وما في علي لمستعتب ... مقال سوى ضمّه المحدثينا

  وإيثاره اليوم أهل الذنوب ... ورفع القصاص عن القاتلينا

  إذا سيل عنه زوى وجهه ... وعمّى الجواب عن السائلينا

  فليس براضٍ ولا ساخطٍ ... ولا في النهاة ولا الآمرينا

  ولا هو ساهُ ولا سره ... ولا بد من بعض ذا أن يكونا

  فهذا رأي علي # في أبي بكر وعمر وعثمان، فهل علمت أيها السامع أنا زدنا على قوله # حرفاً أو نقصناه، ومعاذ الله أن يكون ما يخالف أبانا النبي ÷ وجدنا الوصي، فليت شعري ما قول فقيه الخارقة في علي #.

  إن نفى المعلوم لم يستقم له نفيه، وإن صحح انتقض عليه أصله، فقد صار كالأشقر يوم جَبَلَه⁣(⁣١) إن تقدم نُحر وإن تأخر عُقر.


(١) الأشقر: فرس لقيط بن زرارة، ويوم جبلة - بالجيم والباء الموحدة من أسفل - وكان بين بني عبس وذبيان، وهي هضبة حمراء جعل زرارة يقول لفرسه أشقر: إن تتقدم تنحر، وإن تتأخر تعقر. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.