كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[قول فاطمة (ع) الذي لقيت عليه الله سبحانه]

صفحة 458 - الجزء 1

  وخطل الرأي، {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ٨٠}⁣[المائدة].

  ويلهم لقد زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الروح الأمين، والطيبين لأهل الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين.

  وما نقموا من أبي حسن، نقموا والله نكير سيفه، ونكال وقعه، وشدة وطأته، وتنمّره في ذات الله، والله لو تكافوا على زمام نبذه إليه رسول الله ÷ لاعتقله⁣(⁣١)، وسار بهم سيراً سجحاً⁣(⁣٢) لا تنكلم خشاشته⁣(⁣٣) ولا يتتعتع⁣(⁣٤) راكبه، ولأوردهم مورداً نميراً⁣(⁣٥) تمير ضفتاه، ولأصدرهم بطاناً قد تحبرهم الري⁣(⁣٦) غير متحلي مِنْهُ بطائل إلا بغمرة الناهز، وردعة سورة الساغب، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض.


(١) اعتقال الرمح: أن يجعله الراكب تحت فخذه ويجر آخره على الأرض وراءه، كذا في النهاية.

وفي القاموس: اعتقل رمحه: جعله بين ركابه وساقه.

(٢) السجح: السهل، في النهاية في حديث علي: وامشوا إلى الموت مشية سجحاً أو سجحاء. والسجح: السهلة، والسجحاء: تأنيث، الأسجح: وهو السهل، ومنه حديث عائشة قالت لعلي # يوم الجمل: ملكت فاسجح، أي قدرت فسهل وحسن العفو، وهو مثل سائر. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.

(٣) الخشاشة: الحلقة التي تجعل في أنف البعير، وفي النهاية: الخشاش مشتق من خشّ في الشيء إذا دخل فيه، لأنه يدخل في أنف البعير، ومنه الحديث: «خشّوا بين كلامكم لا إله إلا الله» أي أدخلوا.

(٤) ولا يتتعتع راكبه: أي لا يصيبه أذىً يقلقه ويزعجه. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.

(٥) قولها: مورداً نميراً تمير ضفتاه: النمير من الماء: الناجع عذباً كان أو غيره. انتهى من القاموس.

وفي النهاية: الماء النمير: الناجع في الري، تمير، أي: تغطي، الضفة بالكسر والفتح: جانب النهر. انتهى.

(٦) قولها: ولأصدرهم بطاناً قد تحبرهم الري ... إلخ: أي ممتلئة بطونهم، والحَبرَة بالفتح: النعمة وسعة العيش، وكذلك الحبور، أي تنعموا بالري.

غمرة الناهز: الغمرة الماء الكثير كالغمير، والناهز الضارب بالدلو في الماء ليمتلئ، وردعة سورة الساغب: الردع المنع، والسورة الحدة، والساغب: الجائع.