كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[خطبة أمير المؤمنين (ع) المعروفة بالشقشقية]

صفحة 459 - الجزء 1

  ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون، ألا هلممن فاسمعن وما عشتن أراكن الدهر عجباً إلى أي ركن لجأوا، وبأي عروة تمسكوا، لبئس المولى ولبئس العشير، وبئس للظالمين بدلاً.

  استبدلوا والله الذنابى⁣(⁣١) بالقوادم، والعجز بالكواهل، وبعداً وسحقاً لقوم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون⁣(⁣٢).

  فهذا قول فاطمة & الذي لقيت عليه الله سبحانه، فلم نتعدّ طريقة مَنْ يجب الاقتداء به من الآباء والأمهات $.

  وقد خرج أمر معاوية اللعين ومن بعده من العجب في نزاعه للأمر علياً # والطاهرين من ذريته من بعده، وإنما نعجب من نزاع أبي بكر وعمر وعثمان له مع علمهم بقرابته وسابقته وعنايته في الإسلام وصهره وذريته وقول الله تعالى فيه وقول رسول الله ÷ فيما روته الخاصة والعامة.

[خطبة أمير المؤمنين (ع) المعروفة بالشقشقية]

  وقد صرّح رسول الله ÷ وعرّض في أمره؛ فكان ما حكاه # في


(١) الذُّنابى والذُّنَّبى بضمهما، والذنبى بالكسر: الذنب، وأذناب الناس، وذنباتهم محركة، أتباعهم وسفلتهم. انتهى من القاموس.

(٢) قال ¦ في التعليق: وسيأتي رواية هذه الخطبة لأبي بكر الجوهري، وكذا للشريف المرتضى بطرق لها، ويأتي رواية الجوهري لمكالمة فاطمة & لأبي بكر في الميراث، ونحوه في حواشي الجزء الرابع.

بحث مفيد: قال ¦ في التعليق: أحسن مايحمل عليه كلام الإمام # حيث يقول في المشائخ إنهم من أفاضل الصحابة، ولكن لايساوون أهل البيت من أن مراده أنهم في الظاهر قبل أن تبدوا الظغائن فمن هنا نقول إن من لم يؤثر عنه هفوة مثل: عمار، وأبي ذر، وسلمان، والمقداد أفضل منهم لاستقامتهم، ولم يعظم المشائخ إلا الخلافة، وما وضع لهم من الأحاديث التي لا أصل لها على أن كلام فاطمة & ينافي توقف الإمام وهو يقول: فلم نتعد طريقة من يحب الإقتداء به ... إلخ، ولكنه قد صرح بأنه عن تلفيق، نعم وسيأتي ذكر خطبتين لفاطمة في الحاشية على الجزء الرابع بطرقهما عن القوم أعني المحدثين، فتأمل، تمت كاتبه.