[من روى إجماع أهل البيت على إسلام أبي طالب ومن قال به]
  الكتاب، الذي نصب للرسول ÷ الحبائل، وطلب عنده الغوائل، وكان له حرباً إلى أن عضت الحرب غاربه(١)، وعفرت حاجبه، فدخل في الإسلام كرهاً، وأشرب من قرنه إلى قدمه نفاقاً، وكان يتنفس بالكفر والنفاق في مقامات خلواته مع ثقاته.
  ولقد خرج من المدينة ذات يوم ومعه بعض من يثق به، فلما نظر إلى شعب أحد تلفت يميناً وشمالاً ثم قال: لقد وطئْنَا محمداً وأصحابه في بطن هذا الشعب وطأة شديدة؛ فانظر إلى عدو الله يتظفّر على رسول الله ÷ فما بال من يرعى حرمته، ويحفظ ذريته - معاوية ويزيد وأتباعهم الضالين - يدرج نفسه في أبناء المسلمين، أو يعد نفسه من أهل الدين، ولئن عدّها ليكرهنّ ذلك عليه الصالحون، من عترة خاتم النبيين، وأوليائهم الصادقين، الذين حفظوا حق الذرية، وتجنبوا المذاهب الردية، من الجبرية والقدرية، والمرجئة والحرورية، ومن نحا نحوهم من ضلال البرية.
  ومات معاوية بدمشق سنة ستين يوم الخميس لثمان بقين من رجب، فكانت
=
[من روى إجماع أهل البيت على إسلام أبي طالب ومن قال به]
وقد روى إجماع آل رسول الله أن أبا طالب لم يمت إلا مؤمناً - مع المنصور بالله عبدالله بن حمزة - القاضي جعفر بن عبد السلام، والشيخ الحسن، والفقيه حميد الشهيد، والحاكم صاحب التهذيب.
وقاله أبو القاسم البلخي يعني ممن ذهب إلى إيمانه، وأبو جعفر الإسكافي، والقرطبي، والشعراني، وغيرهم، وقوله:
ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً ... نبياً كموسى .... إلخ
رواه ابن هشام وابن أبي الحديد، وصاحب الإكتفاء فأما ماترويه العامة مما يفيد عدم إيمانه فانحرافهم عن الطالبيين، وميلهم إلى موافقة غرض الدولتين مما يحملهم على الوضع، وقبول ماوضع، وتزييف ماخالف هواهم فعليك بالثقل الأصغر تنجى يوم الفزع الأكبر، والله المستعان. وقال جبريل للنبي ÷: إن الله حرم النار على صلب أنزلك - وهو عبدالله -، وبطن حملك - وهو آمنة -، وحجر كفلك - وهو أبو طالب -، رواه أبو العباس الحسني في المصابيح عن جعفر الصادق #، قال ذلك: المفتي في شرح التكملة.
(١) قوله غاربه: الغارب مقدّم السنام، والذروة أعلاه. انتهى من النهاية.
وفي القاموس: الغارب: الكاهل أو ما بين السنام والعنق.