[ذكر أيام الوليد بن يزيد الأموي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
[ذكر أيام الوليد بن يزيد الأموي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  ثم قام بعده الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، أمه أم الحجاج بنت محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، بويع له في شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة، وقُتل يوم الخميس لليلتين بقيتا من شهر جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة بالبحرة، وكانت همّته مصرفة إلى الأكل والشرب واللهو والبطالة، وهو من لا يشك المسلمون في كفره لاستخفافه بأمر الدين، ولما ظهر أيضاً منه من الكفر، حكى إسحاق بن محمد الأزرق، قال: دخلت على منصور بن جمهور بعد قتل الوليد بن يزيد وعنده جاريتان من جواري الوليد فقال: اسمع من هاتين ما يقولان، قالتا: قد حدثناك، قال: بل حدّثاه، قالت إحداهما:
= «يخرج من صلبك رجل يقال له زيد، يتخطى هو وأصحابه يوم القيامة رقاب الناس غراً محجلين، يدخلون الجنة بغير حساب».
وروى بإسناده إلى عبد الملك بن سليمان قال: قال رسول الله ÷: «يقتل رجل من أهل بيتي فيصلب لاترى الجنةَ عينٌ رأت عورته».
وروى بإسناده عن علي # قال: (يخرج بظهر الكوفة رجل يقال له زيد في أبهة والأبهة الملك لايسبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون، إلا من عمل بمثل عمله، يخرج يوم القيامة هو وأصحابه معهم الطوامير أو شبه الطوامير حتايتخطوا أعناق الخلائق، تتلقاهم الملائكة فيقولون: هؤلاء خلف الخلف، ودعاة الحق يستقبلهم رسول الله ÷ فيقول: «لقد عملتم ما أمرتم به ادخلوا الجنة بغير حساب».
وروى بسنده إلى ريطة بنت عبدالله بن محمد بن الحنفية عن أبيها قال: (مر زيد بن علي على محمد ابن الحنفية فرق له وأجلسه وقال: أعيذك بالله يابني أن تكون زيد [كذا في الأصل، والصواب: زيداً] المصلوب بالعراق، ولاينظر أحد إلى عورته فلا ينصره إلا كان في أسفل درك من جهنم).
وروى بإسناده إلى زين العابدين أنه قال لولده: (أعيذك بالله أن تكون زيد [كذا في الأصل، والصواب: زيداً] المصلوب بالكناسة من نظر إلى عورته متعمداً أصلى الله وجهه النار).
ومن حديث رواه في المحيط بسنده إلى زيد بن علي # أنه قال: (والله لقد علمت علم أبي علي بن الحسين، وعلم جدي الحسين، وعلم علي بن أبي طالب وصي رسول الله ÷، وعيبة علمه) انتهى ورواه أبو طالب.