كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام يحيى بن زيد (ع) واستشهاده]

صفحة 501 - الجزء 1

  كنا آثر جواريه عنده فنكح هذه وجاء المؤذن يؤذن بالصلاة فأخرجها وهي جنب فصلت بالناس متلثمة على أنها رجل.

  ومن تصريحه بالكفر قوله:

  تلعّب بالبرية هاشمي ... بلا وحي أتاه ولا كتاب

  وكان قد عمل على الشراب على ظهر الكعبة حرسها الله تعالى، وأمر مجوسياً رَقَاها ليعمل قبّة للشراب عليها فعُوجل بالانتقام قبل ذلك.

  واستهدف المصحف بالرمي استخفافاً بكتاب الله لما نظر فيه فخرج: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ١٥ مِنْ وَرَاءِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ ١٦} ... الآية [إبراهيم]، فرماه وحرّقه بالنار وقال:

  أتوعدني بجبّار عنيد ... فها أنذاك جبّار عنيدُ

  إذا ما جئتَ ربّك يوم حشرٍ ... فقل يا ربّ حرّقني الوليدُ

[الإمام يحيى بن زيد (ع) واستشهاده]

  وفي أيامه قام يحيى بن زيد بن علي $ في خراسان بعد أن طُلب في بَلْخ، وأُخذ الحُرَيش بن عبد الرحمن الشيباني بسببه فأنكر أن يكون عارفاً مكانه، فقال عقيل بن معقل الليثي: ضعوا عليه السياط، فوضعوها، وأقسم لا رفعت عنك حتى تدلنا عليه أو تموت، فجُلد ستمائة سوط فقال: والله لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه، فاصنعوا ما بدا لكم، فدسّ إليهم ولده فقال: أنا أدلكم عليه فأفرجوا عن أبي، فأفرجوا عنه فدلّهم عليه، فقيّدوه.

  ثم أتتهم رسالة الوليد بإرساله فأرسلوه، وقال له نصر: يا يحيى لا تُثِر الفتنة، فقال #: وأيّ فتنة أعظم مما أنتم فيه من سفك الدماء والشروع فيما لستم له