[أسباب وضع أحاديث في فضائل الصحابة]
= البقاء، وكره الجهاد في سبيل الله. ثم جاء قوم من بعد أولئك، فوجدوا كلاماً مرسوماً في كتب ودفاتر، فأخذوا بذلك عن غير تمييز ولابرهان، بل كابروا عقولهم، ونسبوا فعلهم هذا إلى الأخيار منهم من ولد الرسول عليه و $، كما نسبت الحشوية ماروت من أباطيلها، وَزوَّرت من أقاويلها إلى رسول الله ÷ ليثبت لهم باطلهم على من اتخذوه مأكلة لهم، وجعلوهم خدماً، وخولاً.
إلى قوله #: وكذلك هؤلاء الذين رفضوا زيد بن علي #، وتركوه، ثم لم يرضوا بما أتوا من الكبائر حتى نسبوا ذلك إلى المصطفين من آل الرسول، فلما كان فعلهم على ماذكرنا سماهم حينئذ روافض، ورفع يديه، فقال: (اللهم اجعل لعنتك، ولعنة آبائي وأجدادي، ولعنتي على هؤلاء الذين رفضوني، وخرجوا من بيعتي كما رفض أهل حروراء علي بن أبي طالب # حتى حاربوه) فهذا كان خبر من رفض زيد بن علي #، وخرج من بيعته.
قال #: وروي عن رسول الله ÷ أنه قال لعلي: «ياعلي سيخرج قوم في آخر الزمان لهم نبز يعرفون به يقال لهم: الرافضة، فإن أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون، فهم لعمري شر الخلق والخليقة».
ولفظه في الأحكام: حدثني أبي، وعماي: محمد والحسن، عن أبيهم القاسم بن إبراهيم ¥، عن أبيه، عن جده، عن إبراهيم بن الحسن، عن أبيه، عن جده الحسن بن علي، عن علي بن أبي طالب رحمة الله عليهم، عن النبي ÷ أنه قال: «ياعلي يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يعرفون به يقال لهم: الرافضة، فإن أدركتهم فاقتلهم قتلهم الله، فإنهم مشركون».
قال #: وأما الوصية فكل من قال بإمامة أمير المؤمنين ووصيته، فهو يقول بالوصية على معنى أن الله ø أوصى بخلقه على لسان نبيه ÷ إلى علي بن أبي طالب #، والحسن، والحسين، وإلى الأخيار من ذرية الحسن والحسين، أولهم علي بن الحسين، وآخرهم المهدي، ثم الأئمة فيما بينهما. وذلك أن تثبيت الإمامة عند [في نسخة: في أهل الحق] أهل الحق في هؤلاء الأئمة من الله ø على لسان رسوله ÷، فمن ثَبَّت الله الإمامة فيه واختاره واصطفاه، وبَيَّن فيه صفات الإمام، فهو إمام عندهم مستوجب للإمامة لقول النبي ÷: «من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة كتابه، وخليفة رسوله» قال: «من ذريتي» فولد الحسن والحسين من ذرية النبي ÷، ثم قال: «عليكم بأهل بيتي فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى، ولن يدخلوكم في باب ردى» انتهى كلام الهادي #.
وروى صاحب المحيط بإسناد رفعه إلى أبي الطيب محمد بن محمد بن فيروز الكوفي، قال: حدثنا يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم #، قال: حدثني أبي، عن أبيه، قال: لما ظهر زيد بن علي #، ودعا الناس إلى نصرة الحق، فأجابته الشيعة، وكثير [من غيرها وقعد عنه قوم][١] وقالوا: لست الإمام، قال: فمن هو؟ قالوا: ابن أخيك جعفر.
=
[١] في الأصل: وكثير من غيرهم قعدوا عنه. والتصحيح من مقدمة الروض النضير (ص ١٣٠).