[ذكر أيام أبي الدوانيق العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  هاشم، فاجتمع عليهم دهماء الناس فبايعوا أبا العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبد المطلب، وأمه ريطة ابنة عبيد الله بن عبدالله بن عبد المدان(١).
  بويع له بالكوفة يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وتوفي بالجدري بالأنبار بمدينته التي بناها وسمّاها الهاشمية في يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، وله اثنتان وثلاثون سنة ونصف، وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر، وكان كريماً واصلاً لبني هاشم وغيرهم، جزيل العطايا، وقيل إنه أعطى عبدالله بن الحسن ألفي ألف درهم، ولم يصل قبله أحد بمثلها.
  وكان مقداماً على الدماء غير متثبت في العهود والذمم، وسُمي بالسفاح، وأمر بامرأة هشام بن عبد الملك فشدخ رأسها بالعمد قصاصاً في أم ولد كانت لزيد بن علي # وقيل: في امرأته؛ لأن يوسف بن عمر قتلها، فلما قتلها يوسف بن عمر أمر بقطع ثدييها وقتلها، وأمر بهشام فنبش من قبره فوجد بحاله لأنه طُلي بالصبر لئلا يتغيّر، فأقاموه بين العقابين فجلدوه ولحمه يتناثر، وحرّقوه بالنار وفعلوا به كما فعل بزيد بن علي #، ولم يزل مدة أيامه يقتل من ظفر به من بني أمية بأمان وغير أمان، وتفصيل شرحهم يطول.
  وتوارى عنه: محمد وإبراهيم ابنا عبدالله بن الحسن مدة أيامه إلى أن توفي كما قدمنا.
[ذكر أيام أبي الدوانيق العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  وقام بالأمر بعده أخوه أبو جعفر الملقب بالمنصور وهو أيضاً عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، وأمه سلامة بنت بشر بن يزيد.
  بويع له يوم مات أخوه، وكان يومئذ بمكة، وقام عمه عيسى بن علي ببيعته، وأتته الخلافة وهو بطريق مكة بالصافية، فقال: صفا أمرنا إن شاء الله تعالى،
(١) تاريخ الطبري.