كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام أبي الدوانيق العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

صفحة 514 - الجزء 1

  وتوفي عند بئر ميمون على أميال من مكة في يوم السبت السادس من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة، وكان محرماً، فصلى عليه إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس.

  وكان أبو جعفر يكنى أبا الدوانيق لحرصه على جمع المال، وكان لا يفي بالذمة، ولا يلتزم العقد، ويخدع في العهد، ويعدّ ذلك حزماً، وكان يعجز أخاه في ترك بعض الغدرات وإن كان قد فعل ما في بعضه كفاية من قتل ابن هبيرة، وقتل أبي سلمة الخلال الذي وطد الملك، وكانوا يسمونه وزير آل محمد، وقال في قتله الشاعر:

  إن الوزير وزير آل محمد ... أودى فمن يشناك كان وزيرا

  وهو أول من سُمي وزيراً، وقتل سليمان بن كثير صاحب الدعوة بخراسان، إلى غير ذلك، فلما قام أبو جعفر غلب السيل الوشل⁣(⁣١)، وزاحت عن العذر العلل، فقتل أبا مسلم بعد ما لا يحصى من العهود، وكذلك عمه عبدالله بن علي، وحاول قتل عيسى بن موسى غيلة، فأعجزت فيه الحيلة، فجاهره في خلع نفسه عن ولاية العهد، وأراد العقد لولده المسمى المهدي، فتمنّع عنه بعض تمنع حتى عقد له بأشياء وأعطاه مالاً عوضاً عن الخلافة:

  ولكن الرجال تبايعوها ... فلم أَرَ مثلها غرضاً مبيعاً

  ثم كان في أمر بني الحسن $ ما شهرته تغني عن تفصيله، وإنما نذكر منه طرفاً يدل على ما وراءه: لما تواترت الرسل من أبي جعفر إلى زياد بن عبدالله الحارثي⁣(⁣٢) بحبس عبدالله بن الحسن # حبسه في قبة الدار - يعني دار مروان


(١) تقدم تفسير الوشل.

(٢) قال ¦ في التعليق: زياد بن عبيد الله بن عبدالله بن عبد المدان الحارثي خال أبي العباس السفاح، وَلاَّه مكة ونواحيها، وتولى المدينة لأبي جعفر، ثم عزله لأنه لم يُجِدَّ في أخذ محمد بن عبدالله بن الحسن وحبسه، وأخذ أمواله، ولاذنب له. قال زياد: لاذنب لي إلا أن دماء بني فاطمة عليَّ عزيزة، انتهى من رواية الطبري في تاريخه، تمت.