[الإمام المهدي محمد بن عبدالله بن الحسن (ع)]
  وفي حديثه # أنه كان إذا حمل عليهم سُمِعَتْ فيهم قصفه كأجيج النار في أَجَمَة القصب(١)، فما زال يقاتل إلى آخر النهار، ثم قُتل # بعد أن غدا بعض أصحابه في حال القتال بعد الهزيمة، فجَرّ رياح بن عثمان كما تُجرّ الشاه وذبحه وأخذ الدواوين فغسلها وجاء إليه، فشهد معه القتال إلى آخره.
  ولما قُتل أصحابه وأُحيط به من كل جانب مال إلى شقّ حائط فطعنه حميد بن قحطبة في صدره وضربه آخر على أصل أذنه، فلما أحس الموت ركز سيفه في عرض الحائط فاعتمد عليه فكسره فحزّوا رأسه، واستوهبت أخته زينب جسده، فدفن في موضعه المعروف، ومشهده # مشهور مزور.
  وقد روى العقيقي الشريف(٢) الحسيني مصنف كتاب الأنساب ما مثاله، قال: كتب إليّ حماد يخبرني عن يحيى، عن حماد بن يعلى، عن عمر، قال: كنت مع محمد بن عبدالله في منزله فذكرنا النفس الزكية فخرجنا حتى انتهينا إلى أحجار الزيت، فقال: هاهنا يا أبا حفص تُقْتل النفس الزكية(٣)، قال: ثم قال: والله لوددتُ أنها قد قُتلت وإن كنت أنا هو. ومَرّ بنا علي بن الحسين، فقال: ما يقيمك يا أبا عبدالله هاهنا؟ قال: ذكرنا النفس الزكية فقال ابن عمك: كذا وكذا، فقال علي بن الحسين: إنهما نفسان، نفس تقتل بالحرم ونفس هاهنا.
(١) قوله في أجمة القصب: الأجمة محركة: الشجر الكثير الملتف. انتهى من القاموس.
(٢) قال ¦ في التعليق: وله إلى الإمام القاسم بن إبراهيم مسائل، وهو صاحبه، وهو مؤلف تاريخ المدينة، وكتاب أنساب الطالبيين، اسمه: يحيى بن الحسن بن جعفر المعروف بالحجة بن عبدالله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، تمت من هامش المصابيح.
وقد ذكره ابن أبي الحديد، وأنه روى قصة عائشة يوم موت الحسن السبط حتى قيل: (يوم على بغل، ويوم على جمل) وكثيراً ما يروي عنه الإمام أبو طالب # في أماليه، وكذا الإمام الموفق بالله في السلوة.
(٣) قال ¦ في التعليق: وقال ابن أبي الحديد: إنه أخبر به أي بموت محمد بن عبدالله النفس الزكية علي $، وقال: إنه يقتل عند أحجار الزيت.