كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام المهدي محمد بن عبدالله بن الحسن (ع)]

صفحة 525 - الجزء 1

  له خاتم لم يعطه الله غيره ... وفيه علامات من البرّ والهدى

  وقال فيه بعض شعراء خراسان:

  إذا المهدي قام لنا وفينا ... أتانا الخير وانقطع البلاءُ

  وقام به عمود الدين حقاً ... وولّى الجور وانكشف الغطاءُ

  بنفسي يثرب من دار هاد ... عليها من شواهده بهاء

  وكان # يُشَبَّهُ في الفصاحة بعلي بن أبي طالب #، وكان ربما اعتاص عليه لسانه فيضرب صدره فينفتح لسانه كأنه السيل، وكان قوياً، حمل ذات يوم شيئاً وسار به خطوات فحرز ألف رطل.

  وكان يقاتل بالسيف فيضرب ضرب جده علي بن أبي طالب - عليهم أفضل الصلوات والتسليم - وقَتَل يوم قُتِل سبعة عشر رجلاً من عفاريت الإنس، وحاد عنه حميد بن قحطبة غير مرة وقد دعاه إلى البراز.

  ولما انهزم عسكره # بحيلة المرأة الهاشمية العباسية التي كانت في المدينة؛ لأنها لما قامت الحرب بين محمد بن عبدالله # وبين أعدائه وكانت اليد له أمرت خادماً بقناع أسود رفعه في منارة مسجد رسول الله ÷ وأمرت خداماً لها آخرين صاحوا في العسكر: الهزيمة الهزيمة، إن المسودة قد جاءوا من خلفكم ودخلوا المدينة؛ فالتفتَ الناس فأبصروا الراية السوداء على المنارة فلم يشكّوا في ذلك، فانهزم الناس، فصاح # في أدبارهم: إلى أين يا قوم، إلى أين يا ناس، النار أمامكم، والجنة خلفكم، فلم يلتفتوا إليه، فقال: اللهم إنهم عجزوا عن احتمال أمرك والجهاد مع ولد نبيك، فاجعلهم في حل من بيعتي، ثم عطف على الناس في قلّة من أصحابه أهل البصائر خاصة وأهل بيته $ وقال: ابرز إليّ يا حميد، قال: لا أبرز إليك وبيني وبينك ممن ترى أحد، فمتى أنجحتهم رأيتُ رأيي.