كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر من بايع الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع) وخرج معه]

صفحة 528 - الجزء 1

  سِرْ فيهم سيرته يوم صفين، فإنه ذفّف⁣(⁣١) على الجريح، وقسم الغنيمة؛ لأن أهل الشام كان لهم فئة؛ فظفر أبو جعفر بكتابه فستره، وبعث إليه وسقاه شربة فمات منها ودفن ببغداد، فهو شهيد في حبّنا أهل البيت.

  وكان إبراهيم يكنى أبا الحسن، وجميع⁣(⁣٢) من سُمي من آل أبي طالب إبراهيم فإنما يكنى أبا الحسن، ومن قال أبو إسحاق⁣(⁣٣) فإنما هو على القياس، وكان عالماً فاضلاً خطيباً مصقعاً، شاعراً مفلّقاً، شجاعاً بحيث لا يبالي دخل على الموت أو خرج إليه.

[ذكر مَنْ بايع الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع) وخرج معه]

  واجتمع معه من الزيدية والمعتزلة وأصحاب الحديث ما لم يجتمع مع أحد من أهل بيته $ ولسنا نستقصي العلماء الذين بايعوه، وإنما نذكر منهم الأكثر ممن بلغ إلينا علمه؛ فمنهم: إبراهيم بن نميلة الملقب بالكامل علماً وعملاً وشجاعةً، والمضّاء بن القاسم الثعلبي، ومعاوية بن حرب بن قطن العالم الزاهد، وعباد بن منصور الشامي، وبشير الرحال، ومطر الوراق، وحكم المعتزلي، وانطوى ديوانه على مائة ألف مقاتل.

  وذكر أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصفهاني ¦ في كتابه الذي ذكر فيه من خرج من الطالبيين بإسناده إلى محمد بن محمد بن سليمان الباغندي،


(١) ذفَّ على الجريح ذفَّاً وذِفَافاً ككتاب وذففاً محركة: أجهز. انتهى من القاموس.

(٢) وفي ذلك يقول المؤلف الإمام # مخاطباً لولده إبراهيم:

أبا حسن وإبراهيم يُكنى ... أبا حسنٍ لقومك أجمعينا

تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٣) لعله أراد بهذا القياس على إبراهيم الخليل؛ لأن ولده إسحاق، وقد أشار بذلك إلى قول الشاعر مخاطباً للإمام إبراهيم:

إيه أبا إسحاق هنيّتها ... في نِعَم تترى وعيش طويل

تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.