كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مما رثي به الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع) من الشعر]

صفحة 535 - الجزء 1

  أنفه حتى لو طلب أنفاً بألف دينار ما وجد، هكذا ذكر صاحب الحكاية.

  ولما فرغ من قتل محمد وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن @ أمر شيبة بن عقال إلى الموسم لينال من آل أبي طالب؛ فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن علي بن أبي طالب شقّ عصا المسلمين، وخالف أمير المؤمنين، وأراد هذا الأمر لنفسه فحرمه الله أمنيته، وأماته بغيضه، ثم هؤلاء ولده يُقتلون، وبالدماء يُخضبون.

  فقام إليه رجل، فقال: الحمد لله رب العالمين، ونصلي على محمد وأنبيائه المرسلين، أما ما قلتَ من خير فنحن أهله، وأما ما قلتَ من شر فأنتَ به أولى وصاحبك أحرى، يا من ركب غير راحلته، وأكل غير زاده، ارجع مأزوراً، ثم أقبل على الناس، فقال: أخبركم بأبخس من ذلك ميزاناً وأبين خسراناً: من باع آخرته بدنيا غيره، وهو هذا، ثم جلس، فقال الناس: من هذا؟ فقيل: جعفر بن محمد @.

  وكانت الوقعة يوم الاثنين أول يوم من ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائة.

[مما رُثِي به الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع) من الشعر]

  ومما رثي به من الشعر قول غالب بن عثمان الهمداني من آل ذي المشعار:

  وقتيل باخمرى الذي ... نادى فأسمع كل شاهدْ

  قاد الجنود إلى الجنو ... د تَزَحُّف الأسد الحوارد⁣(⁣١)

  بالمرهفات وبالقنا ... والمبرقات وبالرواعدْ

  فدعا لدين محمد ... ودعوا إلى دين ابن صائد⁣(⁣٢)

  فرماهم بلبان أبـ ... ـلق سابق للخيل قائد⁣(⁣٣)


(١) الحوارد: الغواضب. انتهى من هامش المقاتل.

(٢) ابن صائد الذي كان يقال إنه الدجال. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٣) اللبان: الرضاع، وبالضم الكندر، والحاجات من غير فاقه بل من همة، جمع لُبانة، وبالفتح الصدر، أو وسطه، أو ما بين الثديين، أو صدر ذي الحافر. انتهى من القاموس، والمعنى الأخير هو المراد. انتهى من مولانا الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

=