[كتاب عيون الفنون]
= قوله #: تعرفني بضَبّ احترشته.
قلت: يقال: حرش الضب يحرشه حرشاً وتحراشاً: صاده؛ كاحترشه أفاده في القاموس.
وقوله #: ومعلِّمة العوان الخمرة.
قلت: العوان كسحاب: التي كان لها زوج. والخمرة بالكسر كاللحفة: الاختمار يضرب للرجل العارف المجرّب للأمور.
وقوله #: ملأ الدلو إلى عقد الكرب.
قلت: الكرب بالتحريك: حبل يشد في وسط الخشبتين المعترضتين على الدلو كالصليب، أفاده في شواهد الكشاف، وهو من شعر بعض بني عبدالمطلب قال:
من يساجلني يساجل ماجداً ... يملأ الدلو إلى عقد الكرب
قيل: إنه سمعه الفرزدق، فقدم لمساجلته، فسمعه يقول:
برسول الله وابني عمه ... وبعباس بن عبدالمطلب
عنى بابني عمه: أمير المؤمنين وعبدالله بن العباس $، فتأخر الفرزدق وقال: ما يساجلك إلا من كذا وكذا - كلمة يتحاشى عنها -. وفي أساس البلاغة: سقيته سجلاً وسجالاً وهو: الدلو العظيمة، وباراه في الاستقاء، ومن المجاز: ساجله فاخره، مساجلة، والحرب سجال مرة على هؤلاء ومرة على هؤلاء. انتهى باختصار.
وقوله #: احتكَّت العقرب بالأفعى، واستنت الفصال حتى القرعا.
قلت: الاستنان: الجري إقبالاً وإدباراً بنشاط في سنن الطريق أي: قصده. أفاده في أساس البلاغة.
والفصال: ككتاب جمع فصيل وهو ولد الناقة إذا فصل عن أمه، ويجمع على فُصلان بضم الفاء وكسرها أفاده في القاموس.
والقرعى بالقاف: جمع قريع، كمرضى ومريض: الذي به قرع بالتحريك وهو: بثر أبيض يخرج بالفصال، أفاده في مجمع الأمثال، وفيه: ويروى استنت الفصلان حتى القريعى، يضرب للذي يتكلم مع من لا ينبغي أن يتكلم بين يديه لجلالة قدره. انتهى المراد ... إلى غير ذلك مما أورده # من الأمثال التي لو استوعبت لاتسع المجال.
وقد وسمت هذه الجوابات النافعة إن شاء الله تعالى بـ (عيون الفنون) و (الجواب الكافي على ما ورد من الاسئلة في صدر الشافي).
نعم، وقد طلب ذلك بعض من تتعين إجابته، وتلزم مساعدته من العلماء النجباء الحاضرين للقراءة وغيرهم، فاستخرت الله تعالى فترجح الركض في ذلك المضمار، والخوض للجج تلك البحار، متوكلاً على المليك القهار، واثقاً بجليل نواله الذي ليس مقصوراً، راجياً لجزيل عطائه {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ٢٠}، والله أسأل التثبيت في جميع الأفعال، وهذا أوان الإبتداء في تحرير السؤال =