كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كتاب عيون الفنون]

صفحة 56 - الجزء 1


= وإتباعه بالجواب، والله تعالى الموفق إلى منهج الصواب.

قوله #:

السؤال الأول - أيُّ موضع تجب كتابته بالألف، ولايجوز عند الأدباء غير ذلك؟

الجواب الأول: في الرابعة فصاعداً إذا اجتمع ياآن نحو أحيا، واستحيا، ودنيا كراهة اجتماعهما، وإن اختلفا صورة، إلا في العلم كيحيى فبالياء لما يأتي، وفي الثالثة إن كانت منقلبة عن واو كعصا، ودعا، أو جهلت ولم تُمَلْ، وما نُوِّنَ كفتى مطلقاً عند المازني، وعند سيبويه إن كان منصوباً، وفي الحروف جميعها إلا أربعة بلى، وعلى، وإلى، وحتى، وفيما كان وسط الكلمة مطلقاً كقام، وباع، وقائم، وبائع.

قوله #:

السؤال الثاني - وأي موضع يجوز أن يكتب بالياء والألف معاً، ولا حرج؟

قلت: الجواب كِلا لأن انقلابها تاء في كلتا يدل على أنها عن واو كما في أخت، وإمالتها تدل على أنها ياء؛ لأن الكسرة لاتمال لها الألف ثالثة منقلبة عن واو فلما احتملت جاز الأمران.

قوله #:

السؤال الثالث - وهل موضع تجب كتابته بالياء من ذلك؟ أم لا؟

قلت: الجواب تجب في الرابعة فصاعداً نحو: مغرى، واشترى، دلالة على الإمالة وعلى الإنقلاب؛ إلا إذا اجتمع ياآن كما سبق، إلا في العلم كيحيى فرقاً بينه وبين غيره، وهو أقل فاحتمل الثقل، وفي الثالثة إذا كانت عن ياء كفتى، ورمى، وفيما جهل أصله وأميل نحو: متى، وبلى؛ لإمالتها، ولدى، وعلى، وإلى؛ لقلبها ياء مع الضمير نحو لديك، وعليك، وإليك، وحتى حملاً على إلى لكونهما للانتهاء، وهذا كله عند الجمهور، ومنهم من يكتب الباب كله أي جميع باب المقصور ثالثة كانت أم فوقها عن واو أم غيرها في علم أم غيره بالألف على الأصل.

قوله #:

السؤال الرابع - وما أصل كتابة الصلوة؟

قلت: الجواب قال الرضي: وقد كتبت الصلوة، والزكوة، والحيوة بالواو دلالة على ألف التفخيم، وفي الكشاف: وكتابتها بالواو على لفظ المفخّم، قال الشريف: التفخيم هاهنا إمالة الألف نحو مخرج الواو لاما هو ضد الإمالة والترقيق، وقال الرضي: لم يذكر المصنف - أي ابن الحاجب - ألف التفخيم، وذكرها سيبويه في الحروف المستحسنة وهي: الألف التي ينحى بها نحو الواو، وهي لغة أهل الحجاز، وأما مع الإضافة فقد ذكروا أنه إذا اتصل بالمقصور ضمير كتبت بالألف على كل حال مثل: فتاهُ، ومولاهُ، ورحاهُ، وغزاهُ، ورماهُ؛ لأنها لما اتصلت بالمقصور توسطت وبعدت عن محل التغيير فحملت على لفظها كما في بابٍ، ونابٍ، وكذلك الصلوة، ونحوها.

=