[ذكر أيام الهادي العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
[ذكر أيام الهادي العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  ثم قام بعده ولده الملقب بالهادي، يكنى أبا محمد موسى بن محمد الملقب بالمهدي، وأمه الخيزران من مولدات نجران من أرض النصارى باليمن، ونشأت في جرش من أرض بيشه.
  بويع له يوم مات أبوه، وكان غائباً بجرجان، وقام أخوه هارون ببيعته، وتوفي ليلة الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة بعيسى باذ، وصلى عليه أخوه هارون.
  وكان جباراً عنيداً، فظاً غليظاً، غيوراً حسوداً، قلّ من يسلم لسطوته من جلسائه إلا من عرف غرضه؛ وتوخّى مراده، وقد كان رام عقد الولاية لولده العباس وخلع أخيه هارون من العهد ولولده خمس سنين لا يحسن قضاء الحاجة، فضلاً عن ولاية الأمة.
  وليس العجب منهم فهم يحاولون الملك، العجب من علماء السوء الذين يشهدون لهم بالزور وهم منهمكون في الفجور، وقيل: إنه مات بالعلّة، وقيل إن أمه الخيزران غمته هي وجواريها حتى مات.
[الإمام الحسين بن علي الفخّي (ع)]
  وممن قتل في أيامه: الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ المعروف بالفخّي؛ لأنه قتل في فخّ في جانب منى مما يلي الزواهر.
  قام بالمدينة ليلة السبت لإحدى عشرة بقيت من ذي القعدة سنة تسع وستين ومائة. بايعه جماعة أهل بيته، وكثير من الشيعة كانوا وردوا الحج؛ فممن بايعه من فضلاء أهل بيته: يحيى وسليمان وإدريس بنو عبدالله بن الحسن، وعلي بن إبراهيم بن الحسن الشبه، وإبراهيم بن إسماعيل المعروف بطباطبا، وحسن بن محمد بن عبدالله بن الحسن، وعبدالله وعمر ابنا الحسن بن علي بن علي بن الحسين - عليهم جميعاً السلام -.