[مبايعة موسى بن جعفر (ع) الإمام الحسين الفخي (ع)]
  للصلاة، فلما أحسّ بالأمر دهش وتلجلج لسانه من الفزع، ولم يدر بأي شيء يتكلم؛ فصاح: أغلقوا البغلة وأطعموني ماء جبتي؛ فبَنُوه في المدينة يعرفون بني ماء جبتي، وخرج من الزقاق المعروف بزقاق عاصم هارباً على وجهه يسعى حتى نجا.
  وصعد # المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ÷ ثم قال: أيها الناس أنا ابن رسول الله ÷ على منبر رسول الله ÷ في مسجد رسول الله، أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله ÷ وإلى أن أستنقذكم مما تعلمون، أيها الناس إنكم تطلبون أثر رسول الله ÷ في الحجر والعود، وهذا - ثم مدّ يده - من لحمه ودمه فبايعه بعض من حضر المسجد وبعضٌ تأخر عن بيعته.
  وقد كان عند دخولهم رقا يحيى بن عبدالله # المنارة، فلما طلع الصبح قال للمؤذّن: أذن بحي على خير العمل، فتلكأ، فسلّ يحيى # السيف، فلما رأى بريقه أذّن بحي على خير العمل، فجرى به المثل: افعل به كذا وكذا حتى يؤذن بحي على خير العمل! وكان يقول # عند المبايعة: أبايعكم على كتاب الله وسنة رسول الله ÷، وعلى أن يُطاع الله ولا يُعصى، وأدعوكم إلى الرضا من آل محمد، وعلى أن نعمل فيكم بكتاب الله وسنة رسول الله ÷ والعدل في الرعية، والقسم بالسوية، وعلى أن تقيموا معنا وتجاهدوا عدونا، فإن نحن وفينا لكم وفيتم لنا، وإن نحن لم نفِ لكم فلا بيعة لنا عليكم.
  أمه # زينب بنت عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ هي وأبوه يقال لهما: الزوج الصالح لصلاحهما، وكان أبوه يُدعى الأغرّ، ويُدعى العابد، وهو الذي كانوا يعرفون بوظائفه من العبادة وقراءة القرآن أوقات الصلاة؛ لأن أبا جعفر حبسهم في محبس لا يعرفون ليلاً من نهار، وكان قد عرف أوقات الليل والنهار بوظائف العبادة؛ فكان يأمرهم بأوقات الصلاة كذلك.
  وكانت قيودهم قد قلقت فكانوا يخرجونها، فإذا أحسّوا بأحد من الحرس ردّوها، وأبى # أن يحلّ قيده، فقال له عمه عبدالله بن الحسن وأصحابه: