[مبايعة موسى بن جعفر (ع) الإمام الحسين الفخي (ع)]
  مالك لا تحل قيدك؟ قال: لا أفعل حتى ألقى الله ø، فأقول: رب سل أبا جعفر لم قيدني؟
  وضجر عبدالله # ضجرة، فقال: يا ابن أخي ادع على أبي جعفر، فقال: يا عم إن لأبي جعفر منزلة في النار لا يصلها إلا بما يوصِلُ إلينا من الأذى، وإن لنا منزلة في الجنة لا نصل إليها إلا بالصبر على ما لحقنا في حق الله تعالى من أبي جعفر؛ فإن شئتَ أن أدعو الله تعالى بأن يضع من منزلتنا في الجنة، وأن يخفّف عن أبي جعفر من منزلته في النار فعلت، وإن صبرنا فعما قليل نموت ونفضي إلى رحمة الله تعالى فكأن هذا ما كان، فقالوا: بل نصبر.
  وروى مصنف أخبارهم عن بعضهم أنه قال: كان فينا غلام مثل سبيكة الذهب، كلما اشتدّ عليها وقود النار ازدادت حسناً وهو إسماعيل بن إبراهيم المسمى الديباج مطلقاً، وأخوه المسمى بالديباج الأصفر؛ وقد قدمنا حديثه مع أبي جعفر، وأم أمه هند بنت أبي عبيدة بن عبدالله بن زمعة بن الأسود، وهي أخت محمد وإبراهيم وموسى لأبيهم وأمهم، وقالت وهي ترقص الحسين # وهو صغير:
  تعلَمْ يا ابن زينب وهند ... كم لك بالبطحاء في معد
  من خال صدق ماجد وجد
  ولما قَتَل أبو جعفر أباها وإخوتها وعمومتها وسمّ زوجها كانت تلبس المسوح لا تجعل بين جسدها وبينها ستاراً حتى لحقت بالله ø، وكانت تندبهم وتبكي حتى يغشى عليها، ولا تذكر أباجعفر بسوء تحرّجاً من ذلك، وكراهية أن تشفي غيظها بما يؤثمها، ولا تزيد على أن تقول: يا فاطر السماوات والأرض يا عالم الغيب والشهادة الحاكم بين عباده احكم بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الحاكمين.