كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[رجعة إلى حديث الإمام الحسين بن علي الفخي (ع)]

صفحة 554 - الجزء 1

[رجعة إلى حديث الإمام الحسين بن علي الفخي (ع)]

  نرجع إلى حديث الحسين بن علي # فالحديث ذو شجون:

  لما قام بالمدينة جاء خالد البربري وكان في المدينة مسلحة⁣(⁣١) في ستمائة فارس وألف راجل، فأقبل في جمعه مع من انضم إليه ممن له فيه هوى، والحسين # في سبعين رجلاً، فقصدهم إلى المسجد والحسين جالس على البلاط⁣(⁣٢) محتب بحمائل سيفه، فلما رآه شتمه وآذاه وقال: لأفعلنّ وأصنعنّ، فما تغير من مكانه ولا نقض حبوته⁣(⁣٣).

  فلما دنا من المسجد وحمل يريد الدخول التقاه أولاد عبدالله بن الحسن $ كأنهم الليوث الضواري، فضربه يحيى بن عبدالله على هامته فقدّ البيضة والرفادة والمغفر، وشقّ رأسه حتى أشرق عينه بالدم، وكان أحد رجال السلطان وفُرسان الدولة العباسية، فلما صرع حقق أصحاب الحسين # على القوم الحملة فهزموهم بإذن الله تعالى، وقتلوا منهم طائفة وأخذوا لهم قدر ثلاثين فرساً استعانوا بها على أمرهم، وغلبوا على المدينة، فوجد في بيت مالها ثلاثمائة ألف ألف دينار، فأمر بها # ففرّقت في المجاهدين والفقراء والمساكين وما ادخر منها درهماً.

[ذكر طرف مما يدل على كرم الإمام الحسين بن علي الفخي (ع)]

  وكان # من أكرم العرب والعجم، ولو أردنا استقصاء ما روت الثقات في هذا الباب لطال الشرح، وإنما نذكر طرفاً يدل على ما وراءه: ذكر أبو الفرج في


(١) المسلحة بالفتح: الثغر والقوم ذوو سلاح. انتهى من القاموس. وفي النهاية: المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو، وسموا مسلحة لأنهم يكونون ذوي سلاح، أو لأنهم يسكنون المسلحة وهي كالثغر. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٢) البلاط بالفتح: ضرب من الحجارة تفرش به الأرض، وموضع معروف بالمدينة. انتهى نهاية ومختار الصحاح، انتهى إملاء الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٣) قوله حبوته: احتبى بالثوب اشتمل، أو جمع بين ظهره وساقيه بعمامة، والاسم الحبوة، ويضم، والحِبية بالكسر والحباء بالكسر والضم. انتهى من القاموس.