كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر وقعة فخ واستشهاد الإمام الحسين بن علي الفخي (ع)]

صفحة 556 - الجزء 1

  ألك حاجة؟ قال: لا، ولكن أحببت أن أصل جناحك فأعطيته إياها.

  وشرح هذا يطول، وهو موجود عند من عرف آل الرسول ÷.

[ذكر وقعة فخّ واستشهاد الإمام الحسين بن علي الفخّي (ع)]

  فلما استقرّ له أمر المدينة استخلف عليها درباس الخزاعي، ثم توجه إلى مكة في ثلاثمائة وبضعة عشر عدة أصحاب بدر، فلما صار بفخّ جاء والقوم قد ملكوا عليه مكة حرسها الله وشحنوا أنقابها بالخيل والرجال، فلزم في فخ، وتوافت إليه جيوشهم عيسى بن موسى، وجعفر ومحمد ابنا سليمان، والعباس بن محمد، وفي الجند مبارك التركي، وابن يقطين، وكان لقاؤهم يوم التروية.

  وكان مع الحسين # من أولاد علي بن أبي طالب # ستة وعشرون رجلاً، فيهم يحيى وسليمان وإدريس بنو عبدالله بن الحسن، وعبدالله بن الحسن الأفطس، وإبراهيم بن إسماعيل طباطبا، وعمر بن الحسن بن علي، وعبدالله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، وعبدالله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، وتخلّف عنه موسى بن جعفر بإذنه كما قدّمنا، وقال: إنك مقتول فأجدّ الضراب فإن القوم فسّاق يظهرون إيماناً ويبطنون شراً، وإنا لله وإنا إليه راجعون وعند الله نحتسبكم، وقال: اقتلوهم وأنا شريككم في دمائهم.

  وكان قد وافى الموسم، ثم بايع الحسين طائفة كثيرة، وكانوا في مكة، وكانت الأمارة بينهم وبين الحسين أن يصيح صائحه من فوق الصفا من عين الجمل الأحمر، وطلب الحسين # من يغدو لإظهار هذه الأمارة، فانتدب لذلك يحيى بن عبدالله، وتنكّر وصاح من الصفا بذلك الشعار فما وافاه أحد.

  فرجع إلى أصحابه وتهيأ الجميع للقتال، فأمر الحسين # رجلاً من أصحابه على بعير فصاح: يا معشر المسوّدة هذا حسين بن رسول الله ÷ يدعوكم إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله ÷ فهل أنتم سامعون؛ فرموه حتى ردوه إلى أصحابه.

  قال: وكان الحسين # يقول لأصحابه: إن خصلتين إحداهما الجنة