كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر وقعة فخ واستشهاد الإمام الحسين بن علي الفخي (ع)]

صفحة 558 - الجزء 1

  وأصابت الحسن بن محمد نشابة في عينه فتركها وجعل يقاتل أشدّ قتال، فناداه محمد بن سليمان وكان في الميمنة، وموسى بن عيسى في الميسرة، وسليمان بن أبي جعفر والعباس بن محمد في القلب: يا ابن الخال اتق الله في نفسك لك الأمان. فقال: والله ما لكم أمان، فلم يزل به حتى قال: أقبل منكم، وكسر سيفاً هندياً كان في يده يقاتل به، ودخل إليهم، فتلقّاه محمد بن سليمان بقدح سويق وثلج، ونزع النشابة، وجاء بدهن ورد في قطنة فتركه على العين، فبصر به العباس بن محمد فصاح العباس بن محمد بابنه عبيد الله: قتلك الله إن لم تقتله، أبعد تسع جراحات ينتظر هذا. فقال موسى بن عيسى: إي والله عاجلوه.

  فقال له بعض الحاضرين: من أنت؟ - لأن الدم قد كان غشيهم حتى لا يكاد الإنسان يُعرف - فقال: أنا الحسن بن محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عادتكم يا بني العباس؛ فحمل عليه عبيد الله فطعنه، وضرب العباس بن محمد عنقه، وشبّت الحرب بين العباس بن محمد ومحمد بن سليمان، وقال: أمنت ابن خالي وقتلتموه. فقالوا: نحن نعطيك رجلاً تقتله مكانه، وتغطّى بينهم الحال بعد أن ظن الناس لتعاظم الشر بينهم ألا سداد.

  وأجاز محمد بن سليمان حماد⁣(⁣١) التركي لرميه الحسين بن علي # مائة ألف درهم ومائة ثوب.

  وكانت مع الحسين بن علي فاطمة بنت علي أخته خرجت معه وقالت: والله لا تخبرت عنك الركبان، بل أحضر وأشاهد ما يكون من أمرك، فلما بلغ خبرها إلى المسمى بالهادي، قال: متى تأتي والله لأطرحنها إلى السواس⁣(⁣٢)؛ فعجَّل الله نقمته قبل موافاتها.

  كم بين هاديهم وهادينا يحيى بن الحسين - عليه الصلاة والسلام - الذي قال: لكل شيء ضد، وضد حياتي المعاصي، وسيأتي الكلام فيه في موضعه ليعلم


(١) كذا ولعله على لغة ربيعة كما سبق.

(٢) يدفعها إلى حرس ليفعلوا بها الفاحشة ثمناً. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.