كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[نسخة الأمان التي وجه بها يحيى بن عبدالله (ع)]

صفحة 594 - الجزء 1

  والرويان تسعمائة رجل، ومن أهل طبرستان أربعمائة، وكل هؤلاء من أهل الشرف والقدر والعرب المتمكنين في البلاد ليس فيهم وضيع إلا اليسير، وكان أكثر أولئك الشهود - لأنهم من العلماء - قد بايع ليحيى. فقال جستان: هل بقيت لك علّة تقبل؟ قال يحيى: بكاؤهم وترددهم يُظهر أنهم مكرهون، فإن أبيتَ إلا غدراً فانتظرني آخذ لي ولأصحابي الأمان على نسخة أنسخها وأوجّه بها إلى هارون حتى أكتب إقراره وجميع الفقهاء والمعدّلين من بني هاشم؛ ففعل.

  فكتب إلى الفضل بذلك، وكتب الفضل إلى الرشيد فامتلأ الرشيد سروراً وفرحاً وعظم موقع ذلك عنده وأجاب إلى العقد ليحيى، وأشهد على نفسه من ذكره يحيى # من العلماء والهاشميين، منهم: عبد الصمد بن علي، والعباس بن محمد، وأخوه إبراهيم، وموسى بن عيسى.

[نسخة الأمان التي وجه بها يحيى بن عبدالله (ع)]

  وهذه نسخة الأمان التي وجه بها يحيى بن عبدالله:

  

  هذا أمان من أمير المؤمنين هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبد المطلب؛ ليحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، ولسبعين رجلاً من أصحابه. إني أمنتك يا يحيى بن عبدالله والسبعين رجلاً من أصحابك بأمان الله الذي لا إله إلا هو، الذي يعلم من أسرار العباد ما يعلم من علانيتهم، أماناً صحيحاً جائزاً صادقاً، ظاهره كباطنه وباطنه كظاهره، لا يشوبه غلّ ولا يخالطه غشّ يتعلّله بوجه من الوجوه، ولا سبب من الأسباب؛ فأنت يا يحيى بن عبدالله والسبعون رجلاً من أصحابك آمنون بأمان الله على ما أُصيب من مال أو دم أو حدث على أمير المؤمنين هارون بن محمد أو على أصحابه وقوّاده وجنوده وشيعته وأهل مملكته وأتباعه ومواليه وأهل بيته، وعلى أن كل من طالبه أو طالب أصحابه بحدث