كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كتاب الزبيري إلى هارون ومباهلة الإمام يحيى (ع) له]

صفحة 600 - الجزء 1

  قال: قد جاءتني دعوة يحيى، فعلمتُ أنها لم تبلغني مع العداوة بيننا وبينه حتى لم يبق أحد خلف بابك إلا وقد أدخله في الخلاف عليك. قال: وتقول هذا في وجهه؟ قال: نعم. قال الرشيد للفضل: أدخل يحيى، فدخل؛ فأعاد القول الذي قاله، فقال يحيى لهارون: لقد جاء بقول لو قيل لمن هو أقلّ منك فيمن هو أكبر مني لما أفلت، ولكني أباهله. قال: فافعل.

  فقام يحيى فصلى ركعتين، وقال هارون للزبيري: قم فصل ركعتين؛ فقام فصلى ركعتين، ثم برك يحيى ثم قال: اُبرك، ثم شبك يمينه في يمينه، ثم قال: (اللهم إن كنتَ تعلم أني دعوتُ عبدالله بن مصعب إلى الخلاف على هذا - يعني الرشيد ووضع يده عليه وأشار إليه - فاسحتني بعذاب من عندك وكِلْني إلى حولي وقوتي⁣(⁣١)، وإلا فكِلْه إلى حوله وقوته واسحته بعذاب من عندك يا رب العالمين). فقال عبدالله: آمين يا رب العالمين.

  قال يحيى بن عبدالله لعبدالله بن مصعب: قل كما قلت؛ فقال عبدالله: (اللهم إن كنتَ تعلم أن يحيى بن عبدالله لم يدعني إلى الخلاف على هذا فكِلْني إلى حولي وقوتي واسحتني بعذاب من عندك، وإلا فكِلْه إلى حوله وقوته واسحته بعذاب من عندك آمين يا رب العالمين).

  وعلى اختلاف الروايات أن الزبيري لم يلبث بعد تحليف يحي # له ومباهلته إياه أكثر من ثلاثة أيام، منهم من قال: مات من يومه، ومنهم من قال: ثانيه، والأكثر: ثالثه.


(١) قال ¦ في التعليق: قال علي #: (أحلفوا الظالم إذا أردتم يمينه بأنه بريء من حول الله وقوته، فإنه إذا حلف بها كاذباً عُوجِل [العقوبة]، وإذا حلف بالله الذي لاإله إلا هو لم يعاجل لأنه قد وحد الله تعالى) تمت من نهج البلاغة [نهج البلاغة (ص ٥١٢) تحقيق صبحي الصالح، رقم (٢٥٣) من حكم أمير المؤمنين].

وقال موسى بن عبدالله بن الحسن: حدثني أبي، عن جدي، عن أبيه، عن جده علي، عن رسول الله ÷ أنه قال: «ما حلف أحد بهذه اليمين وهو كاذب إلا عجل الله له العقوبة قبل ثلاث» قال هذا بعد تحليفه لعبدالله بن مصعب، روى هذا المسعودي، ثم قال: وقيل إنه يحيى بن عبدالله.