[دعوة الإمام إدريس بن عبدالله (ع)]
  وأنصار الكتاب والسنة، القائمين بحق المظلومين من ذرية النبيين؛ فكونوا عند الله بمنزلة من جاهد مع المرسلين، ونصر الله مع النبيين.
  واعلموا معاشر البربر أني أتيتكم وأنا المظلوم الملهوف الطريد الشريد الخائف الموتور، الذي كثر واتره، وقلّ ناصره، وقتل إخوته وأبوه وجده وأهلوه؛ فأجيبوا داعي الله فقد دعاكم إلى الله؛ فإن الله ø يقول: {وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٣٢}[الأحقاف]، أعاذنا الله وإياكم من الضلال، وهدانا وإياكم إلى سبيل الرشاد.
  وأنا إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، رسول الله ÷ وعلي بن أبي طالب ¥ جدّاي، وحمزة سيد الشهداء وجعفر الطيار في الجنة عمّاي، وخديجة الصديقة وفاطمة بنت أسد الشفيقة جدتاي، وفاطمة بنت رسول الله ÷ سيدة نساء العالمين وفاطمة بنت الحسين سيدة ذراري النبيين أمّاي، والحسن والحسين ابنا رسول الله ÷ أبواي، ومحمد وإبراهيم ابنا عبدالله المهدي والزاكي أخواي.
  فهذه دعوتي العادلة غير الجائرة؛ فمن أجابني فله ما لي وعليه ما عليّ، ومن أبى ذلك فحظّه أخطأ، وسيرى ذلك عالم الغيب والشهادة أني لم أسفك له دماً، ولا استحللت له محرماً ولا مالاً، وأستشهدك يا أكبر الشاهدين، وأستشهد جبريل وميكائيل أني أوّل من أجاب وأناب، فلبيك اللهم لبيك، مزجي السحاب وهازم الأحزاب، مصير الجبال سراباً بعد أن كانت صماً صلاباً، أسألك النصر لولد نبيك إنك على ذلك قادر والسلام، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
  فهذه دعوة إدريس # وكانت له محاربات جمة ظهر فيها على الجنود العباسية.