كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام محمد بن إبراهيم (ع)]

صفحة 623 - الجزء 1

  فهذا ذكر مجالس القوم الذين استحقوا الخلافة عند علماء السوء الذين أفسدوا الدين، ولبّسوا على ضعفة المسلمين، أهؤلاء يصلحون لخلافة رسول الله ÷ ويقومون بأمر الله فيحفظون حدوده ويحرسون شرائعه؟! كيف يقيم الحدودَ المحدودُ، ويأمر بالسجود من ينام عن السجود، أو يشغله ضرب العود؟! تجاوز الضلال حدّ المقال.

[الإمام محمد بن إبراهيم (ع)]

  وفي أيام المأمون قام محمد بن إبراهيم #، وهو: أبو القاسم، وقيل: أبو عبدالله محمد بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $.

  وأمه: أم الزبير بنت عبدالله بن أبي بكر بن عياش بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم، وكان أبوه إبراهيم # يقال له طباطبا، ويقال له الغمر⁣(⁣١).

  حبس في حبس محمد الملقب بالمهدي، وأقام فيه مدة موسى وهارون، وقيل مات في الحبس.

  وكان # على طريقة سلفه في العلم والزهد والفضل، والدين والورع والسخاء، وكان أشجع من رُكِّب فيه الروح.

  ظهر في الكوفة يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة تسع وتسعين ومائة فبايعه الفضلاء من أهل البيت $ وغيرهم من الزيدية، وبعث الدعاة إلى الآفاق، فبعث أخاه القاسم بن إبراهيم إلى مصر وهو ابن ست وعشرين سنة، وبايعه محمد بن محمد بن زيد، ومحمد بن جعفر بن محمد، وعلي بن عبيد الله.


(١) الغمر بفتح الغين المعجمة وسكون الميم، الماء الكثير، والكريم الواسع الخلق، ومعظم البحر. أفاده القاموس.