كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر خبر أبي السرايا ¦]

صفحة 626 - الجزء 1

  فسلموا عليه، واسمه السري بن منصور أحد بني أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، وكان معه من غلمانه أبو الشوك وسيار وأبو الهرماس، وكان علوي الرأي ذا مذهب قوي في التشيع، فقالوا: إن معنا من تحب لقاءه، فقال: والله ما أصبحت أحب لقاء أحد إلا أن يكون من عترة رسول الله ÷، قالوا: فأيّهم تحبّ أن تلقى؟ قال: محمد بن إبراهيم. قالوا: فهذا محمد بن إبراهيم؛ فنهض معهم إلى محمد، فلما لقيه قبل يديه ورجليه وسأله عن مقدمه فأخبره بقصة نصر، ودعاه فأجابه وسر بذلك، وقال له: انحدر في الفرات وأنا أوافي على الظهر وموعدك الكوفة، فوافاه محمد الكوفة ودعا إلى نفسه دعوة خاصة دون العامة إنما كان يدعو من يعلم صحة مذهبه وخلوص ولايته لعترة رسول الله ÷ حتى انتظم له خلق عظيم من أهل الكوفة.

  وأقبل أبو السرايا في خيله جريدة ليس فيها راجل؛ فأخذ على النهرين إلى أن صار إلى نينوى⁣(⁣١)؛ فجاء إلى قبر الحسين #.

  قال نصر بن مزاحم: حدثني رجل من أهل المدائن، قال: إني عند قبر الحسين بن علي @ تلك الليلة وكانت ليلة ريح ومطر إذ بفرسان قد أقبلوا فترجلوا ودخلوا القبر فسلموا وأطال رجل منهم الزيارة، ثم جعل يتمثل بأبيات منصور بن الزبرقان النميري:

  نفسي فداء الحسين يوم غدى ... إلى المنايا غدوَّ لا قافل

  ذلك يوم أنحى بشفرته ... على سنام الإسلام والكاهل

  كأنما أنت تعجيبن ألا ... ينزل بالقوم نقمة العاجل

  لا يعجل الله إن عجلت وما ... ربك عما ترين بالغافل


(١) نينوى بكسر النون: موضع بالكوفة. انتهى من هامش الأصل.