كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[استشهاد أبي السرايا | والإمام محمد بن محمد بن زيد (ع)]

صفحة 643 - الجزء 1

[استشهاد أبي السرايا | والإمام محمد بن محمد بن زيد (ع)]

  ولما وصل أبو السرايا ومحمد بن محمد إلى السوس ولقيتهم الجنود العباسية، قال أبو السرايا للطالبيين: انعزلوا عنا، واذهبوا حيث شئتم من الأرض إلا أن يوفق الله لكم ناصراً فنحن نقيكم بأنفسنا كرامة لجدكم وحفظاً لقرابتكم.

  فقالوا: نحن بقايا السيوف، وسور المنايا، ولا نفارق ألويتنا ولنا ناصر؛ فقاتلوا وثبتوا، وثبتت الزيدية بين أيديهم والمجاهدة من الناس، وخرج أهل السوس من خلفهم والجنود بين يديهم فعطف أبو الشوك غلام أبي السرايا في قطعة من العسكر يريد قتال أهل السوس؛ فظن الناس أنها هزيمة فانهزموا وثبت العلويون وأهل البصائر، فقتل من العلويين جماعة، وانحاز أبو السرايا ومحمد بن محمد ومعهما أبو الشوك غلام أبي السرايا في طائفة حتى أخذوا بالأمان؛ فأما أبو السرايا فقتلوه في أمانهم، وغلامه أبو الشوك - رحمهما الله - ولم ينتظروا بهما.

  وأما محمد بن محمد فأنفذوه إلى المأمون إلى خراسان، فلما وصل إلى المأمون أشرف لهم وأمرهم بكشف رأسه فجعل يعجب من حداثة سنه لما كان يبلغه من ثباته في الوقائع وبأسه، وما ينقل إليه من فصاحته وحسن سياسته، وأسكنه في دار قرب داره، وجعل له فرساً وخادماً لا غير ذلك، ودس عليه السم فقتله لوفاء أربعين يوماً من إتيانه، وقد كان قتل في تلك الأيام في اليمن مع إبراهيم بن موسى # محمد بن الحسين بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، وعلي بن عبدالله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.

  ولسنا نذكر من القتلى منهم $ إلا من يكون إماماً أو يقارب درجة الإمامة في الفضل؛ إذ ذكر جميعهم يؤدي إلى الإسهاب، وقد أفردنا لذلك كتباً جمة يعرفها من كان له بأمر أهل هذا البيت $ اهتمام، ومن كان يتوجع لهم من الحوادث.

  وكان القائم بالحرب على الطالبيين وأبي السرايا من قبل بني العباس الحسن بن علي المعروف بالمأموني.