[الإمام محمد بن جعفر (ع)]
[الإمام محمد بن جعفر (ع)]
[ذكر سبب قيامه (ع)]
  وفي هذه المدة قام محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ وكان سبب قيامه أن رجلاً في تلك المدة صنف كتاباً سب فيه أهل بيت النبي ÷ حتى اتصل بفاطمة & فنال منها؛ فجاء الطالبيون بالكتاب إلى محمد بن جعفر # فقرأوه عليه وكانوا يطلبون منه القيام قبل ذلك فلم يساعد؛ فلما سمع ذلك لم يرد عليهم جواباً دون دخول منزله فلبس الدرع وتقلد السيف وخرج إليهم وهو يقول:
  لم أكن من جناتها علم اللـ ... ـه وإني لحرها اليوم صالي
  وتابعه من وجوه الطالبيين ورجالهم وفضلائهم، منهم: الحسين بن الحسن الأفطس، ومحمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن، ومحمد بن الحسين المعروف بالسيلق، وعلي بن الحسين بن عيسى بن زيد، وعلي بن جعفر بن محمد؛ فبسط يده فبايعوه وخوطب بأمير المؤمنين، ولم يخاطب بها أحد قبله من أهله إلا الحسن بن علي $ ومن بعده يخاطب بالإمام عموماً ويخاطبه الخواص بإمرة المؤمنين.
  وكان فاضلاً عابداً شجاعاً سخياً عالماً، جمع خصال الكمال، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وما علم أنه خرج برداء ورجع به حياته، بل يتصدق به أو يهبه، وروى الحديث وروى عنه طائفة من نقلة العلم مثل: محمد بن أبي عمر، وموسى بن سلمة، وإسحاق بن موسى الأنصاري.
  واستولى على المدينة ومكة - حرسهما الله تعالى - قال يحيى بن الحسين: سمعت مؤملاً يقول: رأيت محمد بن جعفر يخرج في مكة إلى الصلاة في ثلاثمائة رجل من الجارودية الزيدية عليهم ثياب الصوف وسيما الخير فيهم ظاهرة.
  وكان القائم بحربه هارون بن المسيب فهزموه بعد قتال شديد وقتلوا من