كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر العلماء الآخذين عن الإمام القاسم بن إبراهيم (ع) ومن بايعه وتبعه]

صفحة 652 - الجزء 1

  وخرج إلى بلاد السودان، ودخل إلى مصر ثم إلى الحجاز.

  وأراد الخروج بالمدينة - على ساكنها السلام - فكره أصحابه، وقالوا: إن المدينة والحجاز تنقطع عنهما الميرة وتسرع إليهما الجنود، وتوصل المأمون بمن قدر عليه في أن يصافيه ويأمن جانبه فأبى ذلك أشدّ الإباء، وبعث الحروي بوقر سبعة أبغل دنانير على أن يأخذها ويجيب عن كتابه أو يبتدئه بكتاب فكره ذلك ورد المال.

  وقد كان مال إلى حي من البادية - بادية المدينة يقال لهم حرب - فحاربوا دونه، ولما رد المال لامه أهله، فقال:

  تقولُ التي أنا ردءٌ لها ... وقاء الحوادث دون الردى⁣(⁣١)

  ألستَ ترى المال منهلة ... مخارم أفواهها باللهى⁣(⁣٢)

  فقلتُ لها وهي لوامة ... وفي عيشها لو صحت ما كفى

  ذريني هديتِ أنال الغنى ... بيأس الضمير وهجر المنى

  كفاف امرئٍ قانع قوته ... ومن يرض بالقوت نال الغنى

  فإني وما رمتِ في نيله ... وقيلك حب الغنا ما ازدهى

  كذي الداء هاجت له شهوة ... فخاف عواقبها فاحتمى

  وله بيعات كثيرة في أوقات مختلفة، أولها: سنة تسع وتسعين ومائة، والبيعة الجامعة لفضلاء أهل البيت $ كانت سنة عشرين ومائتين في منزل محمد بن منصور المرادي بالكوفة فإنه بايعه هناك: أحمد بن عيسى بن زيد فقيه آل رسول الله ÷ وعابدهم، وعبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن الفاضل الزاهد، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد.


(١) ردء: الردء اسم ما يعان به، فِعْل بمعنى مفعول كما أن الدفاء اسم لما يدفأ به. انتهى من الكشاف.

(٢) مخارم: المخارم الطرق، واللهى: أفضل العطايا وأجزلها، واللهاة: اللحمة المشرفة على الحلق أو ما بين منقطع أصل اللسان إلى منقطع القلب من أعلى الفم. أفاده القاموس.