[الإمام محمد بن القاسم الحسيني (ع)]
  فعلت وقع من الفساد في الدين أعظم مما خفت، وتتبعوا أولياءكم يا معشر العترة فيقتلونهم في كل ناحية على التهمة، فلا تفعل.
  ولما اجتمع له أمره وكان في رستاق من رساتق مرو فسمع بالليل صوت باكٍ وكان معه من علماء الزيدية ووجوههم يحيى بن الحسن بن الفرات، وعباد بن يعقوب الرواجني، وإبراهيم بن عبدالله العطار وغيرهم.
  قال إبراهيم: فقال: يا إبراهيم اذهب فانظر هذا الباكي؛ فاستقريت الصوت حتى انتهيت إلى رجل حائك قد أخذ منه رجل ممن تابعنا لبداً وهو متعلق به، فقلت: ما هذا وما شأنك؟ قال: أخذ صاحبكم هذا اللبد، فقلت: أردد عليه لبده، فقد سمع أبو جعفر بكاءه، فقال الرجل: إنما خرجنا معكم لنكسب وننتفع ونأخذ ما نحتاج إليه، فلم نزل نرفق به حتى أخذت اللبد ورددته على صاحبه، ورجعت إلى محمد بن القاسم # فأخبرته وأني قد انتزعت منه اللبد ورددته إلى صاحبه.
  فقال: يا إبراهيم، كيف ننتصر على إحياء الدين بمثل هذا، وبلغ منه كل مبلغ، وقال: فرقوا الناس عني؛ فخرجنا إلى الناس وقلنا: إن صورة الأمر قد أوجبت أن تتفرقوا في هذا الوقت، فتفرقوا ورحل محمد بن القاسم من وقته إلى الطالقان وبينها وبين مرو أربعون فرسخاً ونزلها.
  وفرقنا في البلاد ندعوا الناس، وهو يريد خلوص جنده صالحين فاجتمع لنا عالم كثير من الناس فجئنا إليه، وقلنا: إن عزمت على أمرك فخرجت ونابذت القوم رجونا أن ينصرك الله عليهم فإذا ظفرت اخترت حينئذ من ترتضيه، وإن فعلت كما فعلت بمرو أخذ عبدالله بن طاهر بعنقك، فأتم عزمه وخرج.
  فوجه إليه عبدالله بن طاهر قائداً يقال له: الحسين بن نوح في جند كثيف فالتقيناهم، فقاتلونا قتالاً شديداً فهزمناهم هزيمة قبيحة، فلما اتصل علمه بعبدالله بن طاهر قامت قيامته فأنفذ قائداً آخر يقال له: نوح بن حبان بن جبلة في