كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر القاسم بن إبراهيم (ع) وأحمد بن عيسى (ع)]

صفحة 681 - الجزء 1

  المحرمات، وكان سبب قتله أن المتوكل سكر ليلة فعربد على إيتاخ حتى اهتم إيتاخ بقتله، فلما كان من الغد وصحا أعلموه بما فعل فاعتذر إليه وبالغ في إكرامه وخاف جانبه فاحتال في قتله، وكان يقتل بالحديد يدعه في عنق المعذب حتى يموت بثقله منه كما فعل بابن النقيب وغيره.

  فأكثر ما يعد له أهل ولايتهم من فضائله أنه أمر أن تساوى قبور أهل الذمة بالأرض ولا ترفع فتشبه قبور المسلمين، وقد زاد على ذلك بقبور عترة النبيين الحسين بن علي وأهله الطاهرين - سلام الله عليهم أجمعين - ساواهم بالأرض، وكربها وزرعها، وانتهك حرمتها، وتعدى أمر الله فيها.

  فإنا روينا بالإسناد الموثوق به أن النبي ÷ نظر إلى الحسين يلعب بين يديه فبكى بكاء شديداً؛ فهابه أهله أن يسألوه فوثب الحسين فقال: ما يبكيك يا أبة؟ قال: «يا بني إني سررت بكم اليوم سروراً لم أسر بكم قبله مثله فأتاني جبريل فأخبرني أنكم قتلى وأن مصارعكم شتى» فقال: يا أبة ومن يزورنا على تباين قبورنا؟ قال: «قوم من أمتي يريدون بذلك بري وصلتي إذا جاء يوم القيامة أتيت حتى آخذ بأعضادهم وأخلصهم من أهوالها وشدائدها»⁣(⁣١) فرسول الله ÷ يفعل لزوارهم هذا، وعدو الله هذا المستخلف يقتل زائرهم.

  فهؤلاء أئمة فقيه الخارقة وأئمة أمثاله من علماء السوء الذين يتأذى أهل النار من نتنهم في نار جهنم، روينا ذلك مسنداً.

  وعقد الخلافة لأولاده الثلاثة: محمد الملقب بالمنتصر، قاتل أبيه بأمره ومعونته ولأبي عبدالله المسمى بالزبير وأمه فتيخة، ولقبه المعتز بالله؛ ولإبراهيم وسماه المؤيد بالله.

  فهل الإمامة تكون هكذا أيها الناظر في كتابنا هذا؟ أم هذا ملك تورثه الآباء


(١) قال ¦ في التعليق: ويأتي طريق الإمام # لهذا الحديث إلى أمالي الإمام أبي طالب # [أمالي أبي طالب (ص ٨٦)].