[ذكر القاسم بن إبراهيم (ع) وأحمد بن عيسى (ع)]
  أما والراقصات بذات عرق ... يزرن البيت تحسبها قسيا
  لو امكنني غداة إذن جلاد ... لألفوني بها سمحاً سخيا
[ذكر القاسم بن إبراهيم (ع) وأحمد بن عيسى (ع)]
  وكان في أيامه القاسم بن إبراهيم # قد وجبت طاعته على الأمة؛ لأنه عاصر منهم جماعة وهو يدعو إلى الله من أيام الرشيد إلى أيام المتوكل إلا أن الإمام في مدة أيام الرشيد كان يحيى بن عبدالله صاحب الديلم # وكانت وفاة القاسم # سنة ست وأربعين ومائتين وله سبع وسبعون سنة.
  وكان في هذه المدة أحمد بن عيسى # فقيه آل رسول الله ÷ فانظر أي الرجال أولى بالإمامة وتولي أمر الأمة إن كنت ممن ينظر.
[تفنن المتوكل في التعذيب]
  وكان له التفرس في أنواع عذاب العباد ما لم يكن لغيره، ولما قبض عليّ بن محمد الزيات وساهره بالعذاب كان يأمر به يُساهر بالنوبة فمتى أخذته عينه نخس بحديدة حتى لا ينام أصلاً، وعُذب بعد ذلك في التنور، وقيل: إن ابن الزيات كان أعدّ ذلك التنور لعذاب الناس فعذب فيه، وكانت فيه مسامير وهو ضيق فلا يتمكن المعذب من القعود فيه بل يكون قائماً طول مدّته.
  وسلك في المصادرة مسلك من تقدمه، وتجاوز في التعذيب حد من سبقه، وعلى الجملة إنها أفعال تخالف أفعال المسلمين من أهل الشهادة.
  وقتل إيتاخ(١) وهو الذي بلغ في نصرتهم الغاية في قتل النفوس وانتهاك
(١) كر أن إيتاخ كان غلاما خزريا لسلام الأبرش طباخا، فاشتراه منه المعتصم في سنة تسع وتسعين ومائة، وكان لإيتاخ رجلة وبأس، فرفعه المعتصم ومن بعده الواثق، حتى ضم إليه من أعمال السلطان أعمالا كثيرة، وولاه المعتصم معونة سامرا مع إسحاق بن إبراهيم، وكان من قبله رجل، ومن قبل إسحاق رجل، وكان من أراد المعتصم أو الواثق قتله فعند إيتاخ يقتل، وبيده يحبس. وقتله المتوكل سنة (٢٣٥ هـ). اهـ بتصرف من (تاريخ الطبري ٩/ ١٦٩).