كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر قصة قتل المتوكل العباسي]

صفحة 683 - الجزء 1

  فقال: اسقوه، وأمر بالعشاء فأحضروا ذلك في جوف الليل فخرج المنتصر من عنده وأمر بناناً غلام أحمد بن يحيى أن يخلفه، فلما خرج وضعت المائدة بين يدي المتوكل وجعل يأكل ويلقم وهو سكران.

  وذكر ابن الحفصي أن المنتصر لما خرج إلى حجرته وكان لكل واحد من الندماء حجرة ينام فيها مع من أراد فأخذ بيد زراقة وقال له: امض معي، فقال له: يا سيدي أمير المؤمنين على النبيذ والساعة يخرج بغاء الندماء.

  قال: فقد أحببت أن تجعل أمر ولدك إليّ فإن أوتامش سألني أن أزوج ابنته من ابنك وابنتك من ابنه، فقال له زراقة: نحن عبيدك يا سيدي فمر بأمرك فأخذ المنتصر بيده وانصرف به معه.

  قال: وكان المنتصر قال لي قبل ذلك: إرفق بنفسك فإن أمير المؤمنين سكران والساعة يرفع فيدعوني فنصير إليه جميعاً، قال: فمضيت معه إلى حجرته.

  قال: وانصرف زراقة إلى حجرة نمرة فلما دخل دعا بالطعام فما أكل إلا يسيراً حتى سمعنا الضجة والصراخ، قال بنان: فما هو إلا أن خرج زراقة إلى حجرة نمرة إذا بغاء قد استقبل المنتصر فقال له المنتصر: ما هذه الضجة؟ قال: خير يا أمير المؤمنين، قال: ما تقول ويلك؟ قال: أعظم الله أجرك في أمير المؤمنين كان عبداً لله فدعاه فأجابه.

  قال: فجلس المنتصر وأمر بباب البيت الذي قتل فيه المتوكل فغلق وغلقت الأبواب كلها، وبعث إلى وصيف يأمره بإحضار المعتز والمؤيد وسأله عن المتوكل، وذكر في صورة قتله قصص طويلة نذكر إحداها:

  وذلك أن المتوكل كان يرصد لمسامرته العقارب والحيات، وربما جلل الأسد وخبأه وأخرجه كل ذلك يريد اللهو والضحك على من يشتد جزعه منهم، فلما دخل القوم في باب الشط وكانت الأبواب قد غلقت غيره نظر إليهم عثعث فقال: قد فرغنا من الحيات والأسد وصرنا إلى السيوف، فلما ذكر السيوف قال: