كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر قصة قتل المتوكل العباسي]

صفحة 684 - الجزء 1

  ويلك أي شيء تقول؟ أي سيوف؟ فما استتم كلامه حتى دخلوا عليه فقام الفتح في وجوههم فصاح بهم: يا كلاب وراءكم وراءكم فبدر إليه بغاء الشرابي فبعج بطنه بالسيف وبدر الباقون إلى المتوكل، وهرب عثعث على وجهه وخرج القوم إلى المنتصر فسلموا عليه بالخلافة، وقاموا على رأس زراقة بالسيوف وقالوا: بائع فبايع، وأرسل المنتصر إلى وصيف أن الفتح قتل أبي فقتلته به، وحملوا الناس على البيعة.

  وكان المنتصر يرى بخلاف أبيه في كل شيء فلم يتعرض لأحد من أهل البيت $ بمساءة، وأمر بأموال فرقت فيهم في الحجاز وغيره، وأما اللهو والشراب واللعب فكان ينسج فيه على منوال من تقدم، ولم يجرئهم على ارتكاب ما ارتكبوه من المعاصي واسترسلوا في أمره من المنكرات إلا علماء السوء كمصنف الخارقة وأشباهه، والمتصنعون من عبيد الدنيا من الغاوين الذين هم في كل واد يهيمون من شعراء الفتنة الذين أعطوهم مال الله وملكوهم عباده لتدلِيْهم بالغرور؛ ذكر عن أبي السمط مروان بن أبي الجنوب الشاعر أنه مدح المتوكل بقوله:

  ملك الخلافة جعفر ... للدين والدنيا سلامه

  لكمو تراث محمد ... وبِعَدْلِكُم تُنْفَى الظلامه

  يرجو التراث بنو البنـ ... ـات وما لهم فيها قلامه

  فالصهر ليس بوارث ... والبنت لا ترث الإمامه

  ما للذين تنحلوا ... ميراثكم إلا الندامه

  أخذ الوراثة أهلها ... فعلامَ لؤمكم علامه؟

  لو كان حقكمو لها ... قامت على الناس القيامه

  ليس التراث لغيركم ... لا والإله ولا كرامه

  أصبحت بين محبكم ... والمبغضين لكم علامه