[الإمام محمد بن جعفر (ع)]
  شرحها يطول ألجأت إلى مبايعته المعتز بعد خلع المستعين، وليس الغرض استيفاء القصص وإنما هو يتنبه المستبصر أنه لم يقم من بني العباس قائم إلا ووافى بإزائه من ذرية الرسول ÷ جماعة كل واحد منهم أولى منه بالأمر بلا شك ولا مرية عند من يوقن بالمعاد، ويعرف أصول الدين وقواعد الإسلام.
[الإمام محمد بن جعفر (ع)]
  ومحمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ خرج بالكوفة وغَلَب عليها، فخادعه ابن طاهر حتى تمكنه فحبسه حتى مات.
[ذكر أيام المعتز بالله العباسي ومن بإزائه من أهل البيت (ع)]
  ولما بويع الملقب بالمعتز بالله أبو عبدالله محمد - وقيل الزبير وهو الأظهر - ابن جعفر الملقب بالمتوكل - وأمه: فتيخة - البيعة العامة ببغداد لأربع خلون من المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين بعد خلع المستعين وآمنه وحدره إلى واسط ووكل به ابن طولون ثم غدر به وأمر له فقتله وقتل أخاه أبا أحمد بعد تناهي نصيحته له وقيامه بأمره، وملاقاة الحرب حتى استوسق له مراده.
  وكان مؤثراً للذات، عاكفاً على الشهوات، متهوراً في شرب القهوات، قد ملك أمره العام حاجبه صالح بن وصيف، وأمره الخاص أمه فتيخة، وتفرد بلذاته وشهواته.
  وكان سبب هلاكه هذين؛ أما أمه فتيخة فلما شغب عليه الجند طلب تسكين ثائرتهم على أبلغ المطالب بخمسين ألف دينار فطلبها من أمه فمنعته ذلك، فقال: إن لم يحصل هذا المال هلكت، فمطلت ذلك ولوته ولم تخرج له درهماً فرداً، فكان ذلك سبب هلاكه. وأما صالح فهو الذي مالأ عليه حتى قبض عليه وخلع وأهلك.