كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر بعض مما رثي به الإمام محمد بن زيد (ع)]

صفحة 719 - الجزء 1

  رويدكمو إنها وقعة ... تساوي ثواقب أعيانها

  أتدرون يا مرقعات النبيط ... وحش بقاية بلدانها

  بأي المحارم أوقعتموا ... وخالفتمو دين ديانها

  بنفسي قتيلاً بأرض الثغور ... غُودِرَ رَهْناً بجرجانها

  شرى نفسه برضا ربه ... بروح الجنان وريحانها

  فواكبداً إن سلت بعده ... وهيهات كيف بسلوانها

  أسيت وما في الأسى مطمع ... وفي القلب لاعج أحزانها

  فيا نفس لا تقنطي إنما ... قنوط النفوس ككفرانها

  فكم ترحة عندها فرحة ... أتتك كأحسن إتيانها

  ومما مدحه به الناصر # في أيام حياته ذكرناها تنبيهاً على فضله؛ لأن الناصر # عند أهل البيت $ من أئمة الهدى المهتدى بهديهم، السابقين المفترضة طاعتهم على الخلق أجمعين؛ فقال # في محمد بن زيد @:

  جلا الشبهات فهمك يا ابن زيد ... كما جلّى دجى الظلم النهارُ

  فأنت أمير هذا الخلق طراً ... وأنت على عقولهمو عيار

  وقد والاك أقوام شرار ... حذاراً منك لو نفع الحذار

  تراهم في مجالسهم عزين ... حديثهمو التغامز والسرار⁣(⁣١)

  أتوك على كراهتهم لينجوا ... كأنهمو بفعلهمو الحمار


(١) عزين: أي فرقاً شتى جمع عزة، وأصلها عزوة، كأن كل فرقة تعتزي إلى غير من تعتزي إليه الأخرى، فهم مفترقون. انتهى من الكشاف.