[ذكر بعض مما رثي به الإمام محمد بن زيد (ع)]
  رأى أسداً قصاقصة عَفَرنى ... وأيقن ليس ينجيه الفرار(١)
  فأقبل نحوه خبلاً وجبناً ... وبين حشاه قلب مستطار
  فأقعصه وأفرى عن حشاه ... فكان قصار حيلته الدبار(٢)
  ورثاه مرثياً له بعد قتله ¥ فذكرنا المرثية إلا القليل منها لما تضمنت من تعظيم الداعي ¥ وذكر فضائله من إمام مرتضى القول مقبول الشهادة، فقال #:
  ألِلدين والدنيا تظل تفجّعُ ... أم أنت على الداعي تبكي وتجزعُ
  وكانا به حيين طول حياته ... فقد أصبحوا ماتوا جميعاً وودعُوا
  فإن أبك لا أبكي عليه تكلفاً ... وإن أصطبر عنه فللصبر أوجع
  ففقدانه أنسى فؤادي عزاءه ... وعلمني من بعده كيف أجزع
  لقد أمنت نفسي الرزايا فلا أُرى ... وإن جلّ خطب بعده أتوجع
  فقم فانعه للشرق والغرب معلناً ... فقد وقع الخطب الذي يتوقع
  فلا رزء إلا رزؤه منه أفضع ... ولا يوم إلا يومه منه أشنع
  أصيب به الإسلام فانهد عرشه ... وأضحت له أركانه تتضعضع
  عفت سبل المعروف بعد محمد ... وغادر وهناً في العلى ليس يرفعُ
  ومات فمات الحزم والبأس والندى ... ومن كان في الدنيا يضر وينفعُ
(١) قصاقصة: قصقصة وقصاقص بضمهما وقصقاص: غليظ أو قصير، وأسد قصاقص وقصقصة وقصقاص كل ذلك نعت وجمع القصاقص المكسر قصاقص وجمع السلامة قصاقصات بالضم. انتهى من القاموس. عفرنى: يقال أسد عفرنى أي شديد. أفاده القاموس.
(٢) فأقعصه: قعصه كمنعه: قتله مكانه كأقعصه. انتهى من القاموس.