كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام المقتدر العباسي ومن بإزائه من أهل البيت (ع)]

صفحة 733 - الجزء 1

  لهم بالزور على فروع الأعواد في الجمعات والأعياد، وهم منهمكون في الفجور.

  ولما تقلد الأمر غلب على أمره النساء والخدم؛ حتى أن جارية لأمه تعرف بثمل القهرمانة كانت تجلس للمظالم وتحضرها القضاة والفقهاء، وكانت تشبه بالرجال خلاف دين الإسلام، وتعمم بعمامة تكورها مائة كَوْر.

  ولتشاغله باللذات، وعكوفه على الشهوات غلبت القرامطة - لعنهم الله تعالى - على كثير من البلدان، وقصد ملعونهم المسمى أبا طاهر سليمان بن الحسن الجنابي القرمطي مكة⁣(⁣١) - حرسها الله تعالى - فدخلها يوم التروية، فقتل الحاج قتلاً ذريعاً، قيل بلغ عددهم ستة آلاف ورمى بهم في زمزم.

  وأخذ الحجر الأسود وعرى الكعبة، وقلع بابها، وبقي الحجر الأسود عندهم اثنتين وعشرين سنة إلا شهراً، ثم ردوه - في قصص شرحها يطول - لخمس خلون من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، وقيل: إنهم أخذوا على رده خمسين ألف مثقال.

  وفي أيام المقتدر استولت الباطنية - قلل الله عددهم - على أعمال الغرب، وإمامهم عبدالله الملقب بالمهدي⁣(⁣٢) وطرد الأغالبة وبني المهدية وخطب له في


(١) قال ¦ في التعليق: وقد أشار إلى القرامطه علي # في ملحمة له، فقال: (ينتحلون لنا الحب والهوى، ويضمرون لنا البغض والقلى، وآيته قتلهم وراثنا، وهجرهم أجداثنا) وصح ما أخبر به لأن القرامطه قتلت من آل أبي طالب خلقاً كثيراً وأسماءهم مذكورة في كتاب مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني. ومر أبو طاهر بجيشه بالغَرِي وبالحائر فلم يعرج على واحد منهما، وقال علي وهو يشير إلى السارية التي كان يستند إليها في مسجد الكوفة: (كأني بالحجر الأسود منصوباً هاهنا، ويحهم إن فضيلته ليست فيه بل في موضعه وأُسُّه يمكث هاهنا ثم هاهنا برهة وأشار إلى البحرين، ثم يعود إلى مأواه وأم مثواه) ووقع الأمر في الحجر الأسود بموجب ما أخبر به #، قاله ابن أبي الحديد |.

(٢) قال ¦ في التعليق: وهو أول الدولة العبيدية قام سنة [٢٩٦ هـ].

قال ابن أبي الحديد في أخبار علي # بالمغيبات: وكقوله وهو يشير إلى أبي عبدالله المهدي وهو أولهم بعد أن قال: وكإخباره عن المملكة العلوية بالمغرب، وتصريحه بذكر كتامة، وهم الذين نصروا أبا عبدالله الداعي المعلم؛ فقال: وكقوله وهو يشير إلى أبي عبدالله المهدي، وهو أولهم، (ثم يظهر =