[ذكر ما فعله المقتدر لما استقرت له الأمور]
  أناف على السبعين ذا العام رابع ... فلا بد لي أني إلى الله راجع
  ويقول فيها:
  وصرت إلى حد تقوّمني العصا ... أدب كأني كلما قمت راكع
  ومشهده بآمل مشهور مزور، وفيه عناية عظيمة أنفقت فيه أموال جمة من حلية وغيرها، وقد وقعت الفتنة مراراً للعصبية بين العامة والزيدية حتى أنهم في بعض الأوقات تناولوا جانب المشهد المقدس - على ساكنه السلام - فهدموه ثم خافوا دولة الحق فأعادوه إلى أحسن حالاته، والغالب على البلدة اليوم مذهب الإمامية، ولم يبق على مذهب الزيدية إلا من يختص بالمشهد، وطوائف يسيرة من أهل الجهات.
  فهذه صفات أئمة الهدى يا فقيه الخارقة، أنت ومن شابهك من علماء السوء ناظرتموهم بمن ليس له في دين الله ورد ولا صدر، ورسائله من صنعة الوزير، وعلمه وصلاحه وعبادته من عمل القاضي، وأصحابه يجعلونه صواماً قوماً وقد علموه شرّاباً طعّاماً.
[ذكر ما فعله المقتدر لما استقرّت له الأمور]
  الذين قدمنا ذكرهم من أهل البيت $ معاصرون المقتدر الذي ذكر مولاه وصنيعته ومصنف سيرته والجاهد في نشر فضيلته ثابت بن سنان، قال في تاريخه: لما استقرت الأمور للمقتدر توفر على لذاته وتعلق بالنساء حتى احتشم من مواجهة الرجال رأساً، وانقبض عنهم واطرح من رام الاتصال به، وعاشر النساء، وغلب على الدولة الحرم، وأنفق الأموال إسرافاً وتبذيراً مفرطاً أدّى إلى تلفها، وصارت فاطمة القهرمانة الوسيلة إلى سلامة أفاضل المسلمين من شره ولولا عنايتها في سلامة القاضي عبدالله بن أبي الشوارب ألحق بالقارظين(١)
(١) القارظان: يذكر بن عنزة وعامر بن رهم كلاهما من عنزة خرجا في طلب القرظ فلم يرجعا. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.