[الإمام الناصر لدين الله الحسن بن علي الأطروش (ع)]
  وأيقنوا أن من يعصي الإله له ... في جاحم النار تخليد وتغليل
  فولوا السيف والقرآن حكمهمو ... فما أتاهم به القرآن معمول
  حتى يرى الحق قد قامت قوائمه ... لأهله فيه تكبير وتهليل
  وله أشعار كثيرة في الوعظ وغيره وفي الحروب وأسبابها أضربنا عن ذكرها مخافة التطويل.
  وله # فضائل جمة؛ من ذلك: أن النكبة لما عظمت على صاحب جيش خراسان وعلى بني العباس بما أصابهم يوم نورود وحشدوا كل حشد وألّبوا بكل أوب، ونهض إسماعيل بن أحمد صاحب جيش خراسان من بخارى بقضه وقضيضه قاصداً طبرستان، وأظهر أنه يخربها وأنه لا يبقي بالديلم شجرة إلا قلعها، فاشتغل قلوب أولياء الناصر # بذلك اشتغالاً عظيماً.
  فلما كان في بعض تلك الأيام خرج إلى مجلسه، وقال: قد كفيتم أمر هذا الرجل فقد وجهت إليه جيشاً يُكْتَفَى بهم في أمره.
  فقالوا له: أيها الإمام، ومن أين هذا الجيش؟ ومتى أنفذتهم؟ قال: صليت البارحة ركعتين ودعوت الله عليه؛ فما كان إلا مسافة ورود الخبر واتصل العلم بأن غلمانه قتلوه وكفى الله شره، وهذا مما لا يختلف فيه أحد من رواة الأخبار العارفين لأحوال تلك الناحية، ومن شعره #:
  واهاً لنفسي من حيارى واها ... واهاً لها إن سألت مناها
  كلفتها الصبر على بلواها ... ورضع مر الحق مذ صباها
  ولا أرى إعطاءها هواها ... أريد تبليغاً بها علياها
  في هذه الدنيا وفي أخراها ... بكل ما أعلم يرضي الله
  وتوفي # بآمل في شعبان، سنة أربع وثلاثمائة وله أربع وسبعون سنة، ومما قاله في سنته التي توفي فيها، قصيدة أولها: