كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر شيء من ورع واحتياط وشجاعة الإمام المؤيد بالله (ع)]

صفحة 778 - الجزء 1

  ولم يختلف أحد من أهل العلم في عصره في شرفه وفضله وكرمه ونبله، ويدلّك على فضله جملة أتباعه فقد كان من جملة أتباعه الإمام الموفق بالله أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل الحسني الجرجاني.

  وسئل أبو عتاب السندي وغيره من كبار أهل العلم عن الموفق بالله وعلمه، فقال: هو أفقه من القاسم بن إبراهيم؛ فما ظنك بمتبوع يكون تابعه بهذه المنزلة.

  ومن أتباعه: القاضي أبو الفضل زيد بن علي الزيدي المعروف بابن النجار الرازي وكان من بيت العلم والرئاسة، وأبو منصور بن شيبة الفرزاذي، وكان من أتباعه الإمام العالم السيد الكبير الفاضل مصنف كتاب شرح الأصول مانكديم المعروف بابن الأعرابي القزويني الخارج بلنجا بعد المؤيد بالله.

  ومنهم: السيد الشريف الزاهد العابد أبو جعفر الزيدي، وكان قد أراد استخلافه فأبى لانقطاعه إلى العبادة واشتغاله بالوظائف.

  ومنهم: أبو القاسم بن ثال، وهو الذي جمع كثيراً من علومه، ومنهم: أبو بكر الموحدي القاضي قرأ عليه فقه الزيدية، ومنهم: أبو يوسف الخطيب الأشكري، وأبو الحسين الأسكوني، ومنهم: أبو علي السيد الفاضل الشريف من ولد الناصر $ كان خليفته بجيلان، ومنهم: أبو عبدالله الحسين بن محمد بن شاه سربيجان⁣(⁣١).

  فهؤلاء الذين ذكرناهم الأئمة المتبوعون والفضلاء المشهورون دون من يلحق بهم من طبقات العلماء والفضلاء، فإن ذكرهم يطول به الكتاب.

[ذكر شيء من ورع واحتياط وشجاعة الإمام المؤيد بالله (ع)]

  وكان له من الورع والاحتياط ما لم يكن لغيره من أئمة الهدى $ فبلغ في ذلك إلى حد تقصر العبارة عنه، والفهم والإحاطة به، وقد صنف في الزهد كتاب سياسة المريدين، ولقد أضاق بهوسم إضاقة ألجت إلى استقراض مائتي دينار فإن لم تحصل فارق البلد فلم تتفق فقيل له استقرض من أبي جعفر البيع


(١) هو والد علي بن الحسين صاحب كتاب المحيط بالإمامة.