[ذكر أيام المقتفي لأمر الله العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  وكان # أعلم بفقه الحنفية والشافعية والمالكية من فقهائهم المحققين ولا ينازعونه في ذلك ومصنفاته شاهدة بذلك، وهي موجودة مشهورة.
  فأي الرجلين أولى بالإمامة، وأجدر بالزعامة؟ ولقد كان الكلام في مثل هذا الشأن مما يستغنى عنه لظهور الحال فيه عند جميع الأمة.
  ولا كلامنا هذا وتبييننا إلا لقطع شغب علماء السوء من الأمة الذين ضلوا وأضلوا كثيراً فأهدفوا أنفسهم لعذاب الله ø، ونصبوا العداوة لذرية رسول الله ÷ فباؤا بوزر النصب وإثم الرفض وحوب البغي؛ وما نذكر ما نذكر إلا تنبيهاً لأهل القلوب السليمة من آفة الزيغ وغلبة الران وفتنة الطبع.
[ذكر أيام المقتفي لأمر الله العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  ولما قتل الراشد بقرية الظاهري من أصفهان من شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، قام بالأمر بعده الملقب بالمقتفي لأمر الله أبو عبدالله محمد بن المستظهر في شهر ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وكان غير قاصر عن مساعات من تقدمه في معاصي الله سبحانه وتعالى، وكان مع ذلك مهملاً مستضعفاً ومنعه الملقب بالحافظ من أئمة الباطنية من إنفاذ أوامره في مكة - حرسها الله تعالى - ومنعه من العمارة في الحرم الشريف.
  وغلب ملك خوارزم في أيامه على التصرف في العراق كله، وانتهى الحال إلى غلبته على التصرف في بغداد، وما ترك له إلا ما وراء بابه، وذلك من سوء تدبيره وإغفاله الاهتمام بأمور الملك وقلّة ثباته على الأمور الحافظة لمراتب السلطان وقواعد الدولة، وتوليته وعزله لغير سبب، واستحفاظ غير الحافظ، واستنابة غير الكافي.
  ولم يخفَ ذلك عن أحد من المعاصرين له العارفين، قال فيه الشريف بن الهيارية العراقي يهجوه لما زال ظاهر الملك بسوء تدبيره: