كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام الراشد بالله العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

صفحة 791 - الجزء 1

[ذكر أيام الراشد بالله العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

  ولما قتل المسترشد بمراعة من أعمال أذربيجان يوم الخميس السادس عشر من شهر ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة وقبر بها، قام بالأمر ولده الملقب بالراشد بالله أبو منصور جعفر بن المسترشد.

  بويع له يوم الاثنين السابع والعشرين من ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وسلك مسلك من سبقه في إيثار الشهوات على المفروضات.

  وكان الأمر فيما وراء بابه لغيره، وإنما له اسم الخلافة دون معناها وكان مهملاً لأموره تُكَلَةً في أسبابه كلها قليل الثبات على حالة واحدة، ولسنا نذكر فيهم ما يعد نقصاً في باب الإمامة، وإنما نذكر ما يعد تقصياً في باب الملك والزعامة.

  فأما الإمامة فهم منها مبعدون جداً أقل المطلوب في أحوال الإمامة حال الإمام العدالة، ثم تنبني عليها خصال الكمال المعتبرة في أئمة الهدى؛ فكيف يكون عدلاً من يشرب القهوات، وينام عن الصلوات، ومن لا تقبل شهادته عند المشاحة في الحكم في ربع دينار كيف يقلد خلافة أمة محمد ÷.

[الإمام الموفق بالله أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل (ع)]

  فهل يعادل من حاله ما قدمنا بالإمام الموفق بالله أبي عبدالله الحسين بن إسماعيل بن زيد بن الحسن⁣(⁣١) بن جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ الذي ولد بين الحسن بن علي وزيد بن علي.

  بلغ في علم الأدب من النحو واللغة ما لم يبلغه أحد من أهل عصره وفي الشعر مقدم وفي الخطب في أعلى رتبة، وفي الكتابة والرسائل في أرفع درجة، ثم هو في علم الكلام وأصول الدين في النهاية، وله في أصول الفقه البسطة الواسعة.


(١) زيادة الحسن بعد زيد هو الذي في مشجر أبي علامة الصحيح وفي شرح الزلف، والله الموفق. كتبه المفتقر إلى الله مجدالدين بن محمد المؤيدي غفر الله لهما.