كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر ليلى بن النعمان الديلمي |]

صفحة 796 - الجزء 1

  شديداً فانهزم فراتكين وركب ليلى بن النعمان ظهره طالباً له قافياً أثره، فما ثناه شيء عن نيسابور حتى دخلها وملكها واستأمن إليه رجل وجه كبير من قواد خراسان يقال له أبو القاسم بن حفص وهو ابن أخت أحمد بن سهل المروزي.

  وصار فراتكين إلى مرو فأنفذ إليه ليلى بن النعمان هذا المستأمن في عسكر ضمه إليه فانهزم أيضاً فراتكين عنها؛ فدخلها جيش ليلى بن النعمان؛ فأقيمت الخطبة بها للذرية الطاهرة المجفوة من ضُلاَّل البرية.

  فلما عرف صاحب خراسان تفاقم أمره واستيلاءه على ما استولى عليه من أعماله كرثه ذلك وجمع قواده من سائر نواحي المشرق وجهز إليه جيشاً عظيماً فيه وجوه المسودة ورئيسهم حمويه بن علي المعروف بالكوسج، ويتلوه فراتكين ومن بعدهما من الوجوه وهم: بكر بن محمد بن اليسع، ومحمد بن المظفر بن محتاح، واصبهد سروسنه، وملك خوارزم، ومحمد بن علي المروزي المعروف بصعلوك، وأحمد بن محمد بن فيرعون، وسمحون الرواني، وفاكوس، وتلحون أخو فراتكين وغيرهم.

  فوافوا على نهاية الاستعداد حتى أتوا ليلى بن النعمان في قرية يقال لها التوقان على فرسخين من طوس، فاتصلت الحرب مدة طويلة وتحصن ليلى في المدينة ودام الحصار عليه حتى لم يبق له ولا لرجاله زاد، وأشفوا على الهلاك.

  فحدث أحمد بن علي الطبري، قال: حدثني خال لي فقيه كان حاضر الأمر قال: اشتد الحصار على الديلمي وأهل البلد فلم يبق لهم من الحبوب التي تطحن وتخبز شيء فألجأتهم الضرورة إلى سمسم، وجدوا منه أكراراً كثيرة في حارات البلد فلم يكن لهم زاد غيره فأحدث لهم ضعفاً في أعضائهم ورخاوة في أبدانهم.

  فشكوا ذلك إلى طبيب يهودي كان في البلد فأشار عليهم بمضغ المصطكى والكندر ففعلوا ما أشار به فصلحوا عليه.

  واجتمع الديلم على ليلى وطالبوه بالبروز والمناجزة إذ لم يبق لهم قوت فخرج