كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام الناصر العباسي وقيام الإمام المنصور بالله (ع)]

صفحة 809 - الجزء 1

  وأهل بغداد لا ينكرون أنه يطوف أزقة بغداد فمن تعرض له بصقه، وأنه يدخل دور أهل السفاهة والخمارين وينادمهم وهم يظهرون له الجهل به مع معرفتهم له؛ فإذا قرب الصبح لحق بأغراضه من دخول دار الخلافة أو التنزه في البساتين أو الصيد.

  وقد قتل الشطرنجي بالمضيضة بعد أن شرب عنده وأقام معه، وكان معه ندماؤه ابن الكرخي وابن الآمدي، وابن يحيى الفراش الملقب بالصلاح وهو النائب اليوم في الحرم الشريف للعمارة، وذلك بعد قتله لوالده جعل ذلك كفارة لفعله فيه ولمكانه منه.

  وقتل معه النجبة الحبشي المتدلي معه الشريك له في عصيانه، فرماه بالسكين وفيها تفاحة رزها في صدره، فقتله وكان ذلك على الخمر، ولما قتله ندم على قتله وأراد أن يقتل نفسه فمنعه نجاح الشرابي من ذلك.

  وقتل رجلاً عالماً من صلحاء أصحاب أحمد بن محمد بن حنبل بالقرية المعروفة بالحربية في المسجد الذي ينقطع فيه أصحاب أحمد بن حنبل لمَّا أنكر عليه الشرب في الزوارق وفي الحراقات والمقابر.

  وأنكر عليه الوزير ابن حديدة شرب الخمر وفعل المنكر فعزله. وأراد الشرب في جوار مشهد موسى بن جعفر # فرأى في النوم رؤيا هالته وهو في داره بجوار المشاهد التي في البرية وقد أنفق عليها خمسين ألف دينار، وكان يرى من تكريت دفوفاً خسف بها.

  ودخل عليه أبو طالب بن الخل ووعظه وخوفه بالله تعالى؛ فأظهر التوبة وعمل له تربة بإزاء مشهد موسى بن جعفر # فأظهر للخواص أنه يرى برأي الإمامية فأنكر عليه الفقيه الكرخي الزاهد العابد؛ فأمر به فحمل في الناحية وصلب عند باب العامة.

  وأتى أبو طالب ليتشفع فيه فأبى وقد شنق وعليه قميصان كتان نجبابي