كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان سبب قيام الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع)]

صفحة 816 - الجزء 1

  وفاته، وقد بينا في كتابنا هذا ثبوتها للوصي بلا فصل بعد الرسول ÷ وللذرية النبوية من ولد الحسن والحسين - عليهم أفضل السلام -.

  وكل مدع لها سواهم فقد ادعى ما لا يقوم به برهان، ولا يظهر له شأن؛ إذ الإمامة أعمالها شرعية فلا تصح إلا بدليل شرعي، والدليل الشرعي هو الكتاب والسنة والإجماع، فقد أوضحنا في كتابنا من الأدلة ما في بعضه كفاية لكل ذي لب سليم وعقل صميم.

  وبيّنا أن أهل البيت المطهرين من الأدناس، المفضلين على جميع الناس، هم أولاد فاطمة المطهّرة، ثمرة الشجرة، وأئمة البررة، وحتف الفجرة، الذين لا يقرّون أهل المعاصي على العصيان، ولا يختصون بغير أهل الإيمان، أنديتهم أسواق الذكر، وبيوتهم ينابيع التسبيح ومواضع الرفعة.

  لا يعلم فيها شرب الخمور ولا فعل الفجور، ولا تعرف إلا بتلاوة القرآن وعبادة الرحمن، وتبيين أنواع العلم بأوضح البرهان.

  لا يعرفون أنواع اللهو واللعب، ولا آلات الملاهي والطرب إلا بما يظهر في الآثار العباسية والسير الخلافية والأفعال الأموية، وكل ذلك خارج عن حد الإيمان، وقد بينا تفصيل أحوالهم في الشرب والعيدان، وتقلبهم في أساليب العصيان، فكم فيهم من صريع لشبا الأقداح والدنان كما أن صريعنا يشيط على شبا المواضي والمران.

  وكم فينا من جبين معفر في ظلل العجاج الأكدر، وكم فيهم من صريع للخمر في دخان العود والعنبر، شتان بين الصريعين والصارعين.

  كم بين من تقطره العُقَار وبين من تُقطِّره الشفار، وبين من شن المغار على المغار، ومن يعثر على الخصيان والجوار:

  شتان ما يومي على كورها ... ويوم حيان أخي جابر

  فلينظر العاقل بعين بصيرته أي الفريقين أولى بالإمامة؟ وأي المأمومين أجدر بالسلامة؟ أمَ مَنْ إمامه يقوده إلى الهدى؟ أم من إمامه يدله على الردى؟ أين