كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان سبب قيام الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع)]

صفحة 815 - الجزء 1

  والقذة⁣(⁣١) بالقذة إلى الأمر بالمعروف الأكبر والنهي عن الفحشاء والمنكر.

  فما عطلنا لله سبحانه وتعالى بعد قيامنا حداً، ولا عادينا له جنداً، بل جردنا السيف الشتاء والصيف، حتى عرف الله من أنكره، وعظم أمره من كان صغره، وكل بلدة حلها أمرنا وظهرت فيها قدرتنا، رحلت منها المنكرات وزالت منهاالمستقذرات، وأنصف مظلومها من ظالمها، وذل جاهلها لعالمها، وذهبت شرة عفاريتها وخفيت تامة مصاليتها.

  ورجاؤنا في الله متمكن أن يديلنا ممن غصبنا أمرنا، واستولى على تراث أبينا وجدنا، وحاز أمر النبوة بنا، وحالوا عليه دوننا.

  فرحم الله امرأً نظر لنفسه، وميز بلبه أي الرجلين أولى بالإمامة وأجدر بالزعامة العامة، أمَنْ نشأ بين التأويل والتنزيل، ودرج بين التحريم والتحليل؟ لم يعرف المعاصي ولا لايم أربابها.

  أم من نشأ بين الدن والكوب وبارز بالمعاصي الشمال والجنوب، يغير بين القيان والدنان في رهج الدخان وصنجة العيدان.

  فإنا محضنا النصح، وبالغنا في البيان، وعرفنا بالأشخاص والأحوال والأفعال من الفريقين؛ فلم نذكر شيئاً من حال الطائفتين إلا ما لا يمكن الخصم إنكاره ولا جحوده إلا بما ينكر به الضرورات ويدفع المعلومات، ومن انتهى حاله إلى هذه الحال فقد خرج عن حيز الإنصاف، وفارق منهاج أهل العلم.

  فأما الملك فلا ينازع القوم فيه منازع، ولا يدفع عنه دافع، وقد أسسوا رسومه، وبرهنوا علومه.

  فأما خلافة النبوة وإمرة المؤمنين فبينهم وبين ذلك شوط بطين كان أقرب الناس إليها العباس ¥ فلم يدعها لنفسه في حياته، ولا ادعاها ولده عبدالله ¥ بعد


(١) القذذ ريش السهم واحدتها قذة ومنه الحديث: «لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة» كما تقدر كل واحدة منهما على قدر صاحبتها وتقطع يضرب مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان. انتهى نهاية، من إملاء الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.